.............وقت ميت.......
بقلم الشاعر أحمد الرايس
شكت المرآة في نواياي
حين نظري عليها تسمر.
قطب في وجهي، هذا
الذي لا يشبهني أبدا، و اكفهر.
زرعت هاتفي كاللغم،
جهة قلبي،
في جيبي الأيسر.
اختل نبضي
تضايقت الساعة
، فبدا كما لو دار
بطيئا عقربها الأصغر.
شردت للحظات ولم أتذكر،
لا جسمي الذابل البالي
ولا إسمي الزائل الأبتر،
قاوم شحوب كبريائي
تعب الصباح.
تحدى تجاعيد القلب
و تعطر.
صباحاتي لم تعد ندية،
قهوتي لم تعد شهية
كما من قبل،فما هكذا
كانت تحضر،
و حتى مزاجي لم يعد يعدله
شيئ اذا ساء أو تعكر.
وردتي تبرأت من أوراقها،
رغم ا نني اعتنيت،بساقها
و غذيته بمصل ماء و سكر.
عصفوري السجين،
كف عن طربه المباح،
تألم المسكين من أجلي و تحسر.
ودعني مواسيا بذات الترنيمة،
و أنا أنزل السلالم القديمة
بخطوات تتعثر .
قتامة تتلبسها تقاسيمي،
و خيبة ترتمي دمعا،
في طي منديلي الذي يتفطر.
ساقاي النحيلتان تسوقاني
دركة دركة الى الأسفل.
و حالي، كما قال جيراني،
شيئا فشيئا يتقهقر.
أنزوي و خلاني في مقهانا،
نتوسل نسيانا ،
و لكن النسيان يتعذر.
يسألنا صمت الحزانى،
عن نجم كان في سمانا،
و اختفى كأنه تبخر.
احكي حين يأتي دوري،
قصصا من خيال ،عن
فارس، على جواد يتبختر.
و لا اقول ان سيفي
كان من خشب
و جوادي من قصب
و انني لم اكن ،عكس ادعائي،
الاخطر.
و تعود بي متثاقلة خطاي،
درجة درجة نحو منفاي
المسائي القاسي،
ووحدتي التي تكتم
أنفاسي و تتجبر.
و أظل ككل ليلة أتعجب
من قدر دائما يتكبر.
بقلم أحمد الرايس.