وداع للشاعر حميد فاتي

 وداع..

بقلم الشاعر حميد فاتي

وضعت مذكرتها وضغطت على القلم حتى تكسر بين أنامليها..وقامت تبحت عن شيء راودها فراحت تجوب البيت هنا وهناك وكل الزوايا تصدها..وكأنها تسألها : عجبا عما تبحتين..؟!!

 ووقفت على صورتها أمام المرآة وقد بدت شاحبة فانتابها الدهول..

أحست بألم في أصابعها..تفقدتها فإذا الدم ينزف مدادا..

فعادت إلى قلمها المكسور والغيظ يتملكها..أمسكت به وراحت تخط على الحائط وهي تصيح..

ألم يكفيك حزني حدادا..؟

ألم يكفيك حبي المرتد ارتدادا..؟

أم أن دمي وحده يكفيك مدادا..!

تملكها تعب شديد..أطبقت شفتيها..أغمضت عينيها..

وانحنت هادئة..واجمة..متثاقلة..

كرقصة عجوزين على شرف ماض

التذاذا..

جلست وبكت دمعا ساخنا رقيقا كطل صبح جميل..

تناتر على الورد ردادا.. 

 رفعت رأسها وعيناها مغمضتان..

ابتسمت..وغاصت في مذكرتها المنقوشة بالألوان ورأت سطورها الوردية الزهرية تتراقص كيد تلوح،تعلن ابتعادا..

فتحت عيناها ..

لا..

ليس هذا..!

لا..

ليس بعدُ..

وقبلُ لم يزل.. ماذا..؟ ولماذا..؟

مناورة حرب..حب..عفوا أردتها استشهادا..

صاحت.. ووقفت 

وإذا على الحائط قد خط غضبها..

بالوجع أسدد وداعك..

دٓينا.. سيعري ظنوني..

ويمسح دمعك المتسلل إلى صدري النافر  ودادا..

فانا لابد أن أعرف

والفضول امرأة يزيدها الحب المضاعٓف عنادا..!

هل لازال في الدنيا. 

من حبه انفرادا...   

♡حميد فاتي♡