الاثنين، 5 سبتمبر 2022

Hiamemaloha

عود ثقاب للشاعر سيد حميد عطاالله طاهر

 * عودُ ثقاب*


قد قلّبَ الدهرُ الخؤونُ ترابي 

وعلى الكثيبِ فلم يُدرَّ  سحابي


الماءُ من عيني تساقطَ فارتوى 

حزني فذرَّ على الجوى المنجابِ


فتوشّحت آهاتُ حزني دمعةً 

سقطت فبلَّت مئزري وثيابي


وتركتَ يادهري شبابي أعقفًا

وممزقَ الاثوابِ والجلبابِ


وتصاهلت مُزنُ الزمانِ وأرعدت 

لكنَها انفلتت بغيرِ ركابِ


الفقرُ سيفٌ في اليدينِ نهزُّهُ 

فيحز جيبًا مثلَ حزِّ رقابِ


لم يتّزن من ذاقَ طعمَ شرابِهِ 

فإذا علا قُلبوا على الاعقابِ


ولِنابهِ سمٌّ رعافٌ لم يزل 

في القلبِ أو وسطَ التأوّهِ نابي


بالصبرِ تغلبُ ما تشاءُ من الأذى 

فبه لتبلغَ منتهى الأسبابِ


هذي الحياةُ بنارِها وجحيمِها 

تنزو عليكَ بشعلةٍ ولهابِ


هي لم تكن جنّاتِ عدنٍ فتّحت 

للعالمين ضخامةَ الابوابِ


بالشكرِ تصبحُ نعمةٌ فيديمُها

كالسلسبيلِ بلقمةٍ وشرابِ


واحذر لسانكَ فاللسانُ أداتُهُ 

تبني وإلا تنتهِ لخرابِ


هذي الحياةُ سباقُها لم ينقضِ 

فاحرص لتجنِ أغلبَ الألقابِ


وهناكَ يسقطُ منزلٌ وبه ترى 

هبّاتِ ريحٍ أو نعيقَ غرابِ


وتداعبُ الشمسُ العجولةُ سقفَهُ

ويجولُ فرخ البومِ في الأطنابِ


وتولولُ اللحظاتُ حتى أنصتت

لأنينِ هندٍ أو أنينَ ربابِ


من قبلُ قد سلّت عليّ سيوفَها 

فلقيتُ طعناتٍ على الأحبابِ


عاتبتُها أينَ الأخلّةُ جاوبي 

لكنّها لم تكترث لعتابي


قد ذقتُ نارًا قبلَ يومِ قيامةٍ

حتى بدت زفراتُ دهرٍ رابي


كم مرةٍ أذرُ الدموعَ سواكبًا

لوما جرت لَمَحا الأسى اعصابي


متأهّبونَ لحربِهِ لكنّنا 

 معهُ شُغلنا في التقاطِ حرابِ


قد ذمّه السيّابُ وابنُ دُلامةٍ

ورثتهٌ عاتكةٌ قُبيلَ الشابي


وشكونَهُ كلٌّ العجائزِ حينما 

غالى وأفرطَ في دمارِ شبابِ


والعالَمونَ بشغلِهم لم يعلموا 

فهُمُ به بحثًا عن الأربابِ


لكنّما الباقونَ صنوُ كرامةٍ

في القلبِ في الأحشاءِ غيرُ غيابِ


إذ يعلمون فلا نجاةَ بركبِهِ 

فالدهرُ لا يُنجي سوى الأوّابِ


هذي الحياةُ فحاذروا من بطشِها 

فإذا تدورُ فدورة الدولابِ


حطبٌ تجمّعَ ما نزالُ نزيدُهُ

والحرقُ مرهونٌ لعودِ ثقابِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :