السبت، 22 أكتوبر 2022

Hiamemaloha

أحزان سبو في زمن الضياع للأديب المصطفى كووار

 ** أحزان "" سبو"" في زمن الضياع** 

....... المصطفى كووار 

       Tex123/14/13


ينسرب فصل في عروق فصل...فيأتي الربيع بعجاج الخريف ، والشتاء بلهب الصيف ، والخريف بقر الشتاء المبلل بعرق الجفاف ..مداد الزمن يقطر من قلم القضاء يرتجل الأيام،ويمضغ أحلام العمر الراكض نحو الغروب الآتي. والأعين شظايا بين البحر والأفق البعيد ..والنهر الخالد يمد أصابعه إلى جوف البحر يغسلها من تلوث السنين.. وكل مساء يحدث جنية عابرة، تحمل حبات من عناقيد الظلام ، تطوق عنقه بغلالة من صمت، تطعمه حزنا رماديا يحفر أخاديد عميقة في وجهه،، وعند الصباح تقرص سرته ثم ترحل،بعد أن تبتلع كل الظلال المحتملة والتي تحاول أن تشتعل في بؤرة الدائرة المفرغة.


منذ زمن بعيد و''سبو'' يتسكع على ضفاف المدن يرسم ملامح لزمن متمرد ..يرتدي عباءة الزيف وذاكرة تحمل بوادر موجة نسجتها الرياح من تلافيف من جنون ، ولهبا يكاد يحرق كل البهاء '' سبو'' يترنح يدير في أبواب الليل مفاتيح صدئة ،بينما راع يترنم بأغنية تتدفق من خبايا الروح. تحاول أن تغسل وجهه من قذارات العصر... وحيدا سبو يواجه الليل ، وأنين العشاق، فصرخات المجانين ، والمتقاتلين ، والمخدرين ، وحده يمسح نوافذ المدن الحزينة، ويغسل أقدام الأشجار الباحثة عن قطرة ماء ، بين قدمي '' زلاغ '' ..وحده يدب فوق الأرض، يحمل الأوراق الذابلة ، ويلعق غبار الطلح الغائب، ليضنع منه رحيقا يغزله عباءة زرقاء يقدمه هدية للبحر عساه يرسل غيمة أو قطرات من ندى تروي عطش البطاح... يفرك - كل صباح- أوصاله المرتعشة تحت أشعة شمس باردة يغمر جسده الزجاجي في ألق خضرة افتقدها من زمان...يقبل ثغر السماء..يقارب بين الشمس والقمر ،وثغاء الشياه، وشغب الأطفال..وشدو عصافير مهاجرة..عساه ينسى أحزانه المطلة من عينيه الذابلتين.


يقف على حدود القمر، ينشد قصيدة رثاء لصاء مياهه ، يعلقها على جدران مرحلة عابرة بين اشتهاءاته وبين التصحر.. وما يلقيه البشر من بقايا تثقب عينيه، وتشكل على صهوته ألوانا زيتية تخنق أسماكه الملونة التي تحاول ان تبكي..فينساب من مقلها .دمع من عذاب وشوك وتراب.


مازال '' سبو'' واقفا على حدود القمرينتظر صيحة توقظ موات القلوب ..عساها تنتفض لتغسل عن وجهه الأذران وتزيل من عينيه القذى ... على ضفاف '' سبو'' فاس... ذات رحلة 2003...

      المصطفى كووار

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :