قَصِيْدَةُ النَّبِيِّ الرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ ( عليه الصلاة والسلام )
من نظمي / د. محمد خليل المياحي / العراق
أهديها إلى الأمة العربية والأمة الإسلامية لتبقى قيما خالدة سامية
يَا مُرْسَلًا قَدْ جِئْتَ مِنْ جَذْرِالْعُلَا
عَنْ وَحْيِكَ الْقُرْآنِ صِرْتَ الْأَكْمَلَا
فَاللهُ إِذْ خَارَ لَهُ مِنْ غَيْبِهِ
فِي أَنْ يَكُوْنَ الْمُجْتَبَى وَالْقَافِلَا
حُمِّلْتَ فَرْضًا صَارِفًا مَا قَبْلُهُ
أَتْمَمْتَ نَشْرَ الْحَقَّ بُعْدًا شَامِلَا
اسْمُكَ مَحْمُوْدُ الْهُدَى رَسَّخْتَهُ
مَعْنًى حَمِيْدًا ذِكْرُهُ لَنْ يَبْطُلَا
دَلَّ عَلَى وَحْيٍ أَخِيْرٍ شَاهِدٍ
حَظٌّ لِمَنْ مِنْهُ اتَّقَى وَاعْتَدَلَا
أَوْحَتْ بِهِ الْأَسْفَارُ حِلْمًا وَاقِعًا
أَطْيَافَ صِدْقٍ وَحْيُهَا قَدْ عَلَّلَا
كَمْ حَلَّ بِالْأَمْصَارِ صَوْتًا هَادِرًا
بِالْوَحْيِ وَالْإِكْرَامِ حَقًّا هَلَّلَا
إِذْ أَنْبَأَ النَّاسَ الرِّضَا وَالْمُرْتَضَى
أَنْ يَكْرُمَ الْإِنْسَانُ حُرًّا عَادِلَا
قَاسَيْتَ ظُلْمًا قَهْرُهُ الْأَقْسَى قِلًى
مَا كُنْتَ فِيْهِ يَائِسًا لَنْ تُهْمِلَا
لَكِنْ مَلَكْتَ الْعَطْفَ واللُّطْفَ مَعًا
كَلَّلْتَ وَجْهَ الْأَرْضِ بِالْحُسْنِ حَلَا
فَالْوَجْهُ كَالشَّمْسِ حَيَاةٌ فَيْضُهَا
والْقَلْبُ كَالنَّبْتِ اخْضِرَارًا نَوَّلَا
جَلَّ الَّذِي سَوَّاكَ حُبًّا سَالِكًا
فِي كُلِّ نَفْسٍ أَشْرَقَتْ لَنْ تَسْفُلَا
هِجْرَتُهُ الْفَتْحُ الْمُبِيْنُ انْتَصَرَتْ
قَدْ أَثْمَرَتْ نَصْرَ الخُلُوْدِ الْمُجْزِلَا
هَوَّنْتَ صَبْرًا قَاسِيًا فَوْقَ الرَّدَى
مِنْهُ الْأَذَى ذَابَ وَصَارَ الْخَجَلَا
تَابَ بِكَ الظُّلْمُ الَّذِي قَوَّمْتَهُ
أَلْبَسْتَهُ ثَوْبَ الْحَيَاءِ الْأَنْبَلَا
بَدَّلْتَهُ عَطْفًا وَإِيْمَانًا رَسَا
جَيَّشْتَهُ عَدْلًا وَسَيْفًا أَطْوَلَا
كَالُّؤْلُؤِ الْجَيْشُ الَّذِي نَظَّمْتَهُ
مِنْ كُلِّ بَحْرٍ هَائِجٍ دُرًّا جَلَا
بِالرَّأْيِ جَمَّعْتَ عُرَى أَوْصَالِهِ
كَوَّنْتَهُ ثُقْلًا قَوِيًّا مَاثِلَا
ثَوَّرْتَ فِيْنَا بُؤْسَنَا صَيَّرْتَهُ
بَأْسًا وَشَوْقًا مُسْعِدًا كَي نَبْذُلَا
لَمْ تَتْبَعَ الْأَوْهَامَ مَهْمَا احْتَدَمَتْ
حَطَّمْتَ كُفْرَانَ الْوَغَى مُرْتَجِلَا
كَفَّرْتَ أَصْنَامَ الْوَرَى هَدَّمْتَهَا
حَقَّرْتَ طَاغُوْتَ الْخَنَا فَامْتَثَلَا
وَحَّدْتَ رَبًّا وَاحِدًا لَا مِثْلَهُ
فَهْوَ الْإِلَهُ الْأَوْحَدُ اللهُ عَلَا
هَلْ كَانَ هَوْنًا نَائِمًا فِي غَفْلَةٍ
لَا بَلْ فُؤَادُ الْمَجْدِ يَقْضِي الْأَفْعَلَا
كَمْ نَالَ بِالتَّنْزِيْلِ دَعْمًا نَاصِرًا
فِي الْحَرْبِ لَمْ يَنْسَ الرَّجَاءَ الْأَعْدَلَا
حَرَّرْتَ نَاسًا مِنْ طُغَاةٍ خَيَّمُوا
كَسَّرْتَ قَيْدًا ثَابِتًا مُشْتَعِلَا
بَلْ مَنْ قَتَلْتَ الظُّلْمَ فِي ظُلْمَتِهِ
طَيَّرْتَ شَرَّ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ بَلَى
عَانَى بِهِ الْكُفَّارُ كَسْحًا زَاحِفًا
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ نَاصِبًا مُحْتَفِلَا
كَالرِّيْحِ تَلْتَفُّ اقْتِلَاعًا دَافِعًا
كَالْمَاءِ يَمْتَدُّ ابْتِلَاعًا هَائِلَا
الدَّاحِرُ الْمُنْتَصِرُ اشْتَدَّ بِأَنْ
لَمْ يَتْرُكَ الْعُذْرَ عَدُوًّا أَخْطَلَا
أَسْرَى بِهِ اللهُ عَلَى أَمْوَاجِهِ
فِي الْقِبْلَةِ الْأُوْلَى سَعَى وَانْتَهَلَا
مِعْرَاجُهُ الْوَصْلُ طَوَى الْكَوْنَ دَنَا
لِلسِّدْرَةِ الْعُلْيَا الْتِقَاءً وَصَلَا
سَرَّعَهُ اللهُ عَلَى تَوْقِيْتِهِ
فِي وَقْتِنَا عُدَّ الْقَلِيْلَ الْمُشْغَلَا
أَعْظِمْ بِتَسْرِيْعِ الْوَحَا مِنْ أَثَرٍ
فَالْوَقْتُ عِنْدَ اللهِ صِفْرٌ قَدْ خَلَا
يَا مُكَرَمًا عُظِّمْتَ بِالْإِعْجَازِ إِذْ
جِزْتَ الْقُوَى هَلْ جَازَهَا غَيْرُكَ لَا
بَلَّغْتَ كُلَّ الدِّيْنِ شَرْعًا حَاكِمًا
عَنْ بَسْطِهِ دُمْتَ الزَّعِيْمَ الْبَطَلَا
إِسْلَامِنَا الدِّيْنِ الْحَنِيْفِ الْمُصْطَفَى
حَالًا وَمَجْدًا جَاءَ حُكْمًا فَاصِلَا
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ قُمْ بِالْحَقِّ قُمْ
أَدِّ حُقُوْقَ اللهِ أَمْرًا مُنْزَلَا
تَحْلُو الدُّنَا بِالصَّفْوِ وَالْحُبِّ هَوًى
وَالْعَدْلِ وَالتَّقْوَى خُلُوْدًا أَجْمَلَا
خُلْقُكَ نَهْجٌ لِلرُّؤَى مُسْتَعْظَمٌ
كَالْأَزْرِ فِي الْبُنْيَانِ وَقَّى الْأَمَلَا
عُنْوَانُ إِنْسَانٍ سَمَتْ أَفْعَالُهُ
دِيْنٌ لَهُ حَبْرُ الْخُلُوْدِ احْتَفَلَا
يَا مَنْ بَسَطْتَ الْعَدْلَ قَدْرًا جَامِعًا
أَجْرَيْتَ رِفْقًا عَاطِفًا مُنْهَمِلَا
مَدَّ السَّلَامَ الْآمِنَ مُسْتَنْصَرًا
بِالْحُبِّ وَالْإِحْسَانِ صَوْنًا فَعَّلَا
أَحْمَدُ يَا وَحْيَ الصَّفَاءِ الْمُهْتَدَى
أَخْلَصْتَنَا عَيْشَ الذَّرَا مُنْسَدِلَا
عِصْمَتُهُ ذَاتِيَّةٌ مَمْنُوْحَةٌ
فِي عَزْمِهِ وَاللهُ سَدَّ الزَّلَلَا
فَالْمَجْدُ فِعْلُ الْمَرْءِ مَا كَرَّمَهُ
فِي نَفْسِهِ زَكَّى الْهَوَى وَالْفُعُلَا
هَذَا هُوَ الْعَصْمُ الَّذِي أَفْهَمُهُ
إِثْرَ بُنَى التَّكْوِيْنِ لَنْ يَنْفَصِلَا
مَا اكْتَتَبَ التَّنْزِيْلَ بَلْ بَلَّغَهُ
أَمْلَى عَلَيْهِمْ وَحْيَهُ مَا افْتَعَلَا
لَمْ يَدَّعِ الْغَيْبَ بِأَنْ يَعْلَمَهُ
فَالْغَيْبُ مَحْجُوْبٌ إِذَا لَنْ يَحْصُلَا
فَهْوَ أَمِيْنٌ حَافِظٌ مُسْتَثْبِتٌ
فِي كُلِّ حَالٍ مَا غَوَى وَاخْتَتَلَا
أَعْلَى لَنَا قُدْوَتُهُ تَنْصُرُنَا
فِي نَفْسِنَا بِالزَّيْغِ رُشْدًا بَدَّلَا
قِدِّيْسُ مَجْدٍ مَاجِدٌ مُسْتَبْسِلٌ
إِيْثَارُهُ حَقُّ الْخُلُوْدِ اسْتَبْسَلَا
طَابَتْ بِكَ الْأَقْوَالُ ذِكْرًا فَاتِحًا
سِيْقَتْ لَهُ الْأَفْعَالُ خَيْرًا أَفْضَلَا
يَا خَاتِمًا كُلَّ الرِّسَالَاتِ الَّتِي
خَصَّصَكَ اللهُ بِهَا كَي يُبْدِلَا
أَثْنُوا عَلَيْهِ وَقُّرُوْهُ دَائِمًا
وَاتَّبِعُوا مَنْهَجَهُ الْمَكْتَمِلَا
من نظمي / د . محمد خليل المياحي / العراق