السجال الثنائي بين الشاعرين فداء حنا و محمد درويش. الذي تم بالأمس ، بمنتدى نبض القلم للشعر و الأدب فقرة (السجال الثنائي) بعنوان ( حكاية غرام )
٢١ أكتوبر ٢٠٢٢
محمد
سلام الحب على العاشقين
تعالوا اسمعوا شهد الكلام
اليوم تثري فداء الحقيقة
وأنا معها على شط الغرام
فداء
سلام الحب لرفاق الحروف
ليرتوي النبض قبل أن ينام
بوح القلم نبضٌ يعتلي القلوب
فصدق المشاعر يأتي بإلهام
محمد
أنا كالدرويش في الزهد
وفي محرابكِ نلت الوئام
ك قديسة أنتِ في حيائها
تنسكت بكِ يقظا و أحلام
فداء
ربيع الأشواق لا موعد له
يتبختر بكل الفصول لعام
لا خريف يمر على أيّامنا
لا حزن يباغتنا ولا ألام
محمد
فأبلغي العاشقين أننا تؤأمان
ونبضنا ثرثرة ضجيج بالزحام
ونظراتنا كانت سبيلا للتعارف
ومهدت لأيادينا نحو السلام
فداء
أمالنا فجرا تحتفي باللقاء
فيكون الحب فرحا بأنغام
تَطرب لأشواقنا أزهار النهار
ويلفنا بالطيب عنبرٌ وهيام
محمد
سأقص على العشاق لهفتي
كيف حملتني إليكِ كالحمام
في سربٍ يبحث عن أرضٍ
واستقر على شرفتكِ بانسجام
فداء
سيتقن العشق قوافينا و..
حروفنا رحيقها ثغرٌ بسّام
كلّ قصائد الحب بلا معنى
وإنّما عبقنا يزيّن الأقلام
محمد
أنتِ نبض القصيدة و القافية
والبدر إذا أحلّ الليل والظلام
أنتِ أميرةٌ في قصر البيان
ضحكتكِ مهد الحرب والسلام
فداء
فيكون الحبر ماءَ وردٍ يسيل
على السطور مزهرا أكمام
تعال نعلي البوح بصمت
فيحيا العشق معلنا للوئام
محمد
قبيلةٌ أنتِ وخصالها الجمال
أصالة العرب و ياسمين الشام
كنهر دجلة في عينيكِ يسري
ويغرق العشاق بطرفِ السهام
فداء
لا تقل تخطّيت كلّ السبل
أنت لدويّ لغمٍ تفر كالأقزام
عطري بخورٌ ينقّي الروح وأنت
تحرق نبضك بالحرف يا رسّام
محمد
نسير و موكب الحب يزفنا
طيورٌ خلفنا و أسرابُ بالأمام
والياسمين يستقبلنا بعطره
يصطف الورد و الريحان بانتظام
فداء
قصائد البوح صارت منيتنا و...
الحلم عالمٌ يضيء الحبّ بسهام
مواعيدنا حروفٌ وكلمات
واللهفة باتت بهذه الحياة حرام
محمد
أثلجثِ القلب بنغم قصيدكِ
زديني عشقا من وهج الإلهام
أكتبي بقلبكِ لا بوحيّ القلم
فالقلب فحواه صدق و اهتمام
فداء
لا فريضة في الحبّ ولا مناهج
سنكسر قواعدا كتبتها الأقلام
لا التزام في العشق والهوى
ففيه نحلق بأمانٍ فوق الشّام
محمد
هل أتقن العشاق سر المعاني
وبين حنايانا يزداد الوئام
هل ستزدهر قصتنا يوما
بربيعٍ مزدهر من خلف الغمام
فداء
يدي رجاءً لا تتركها قاصدا
فسقوطي سيكون أول السقام
أستحلفك بحرفٍ مقدسٍ كتبته
أباقيا معي بحبّ مدى الأيام
محمد
لا تظني أني سأفارق هواكِ
يديّ في يديكِ بقبضٍ وإحكام
عهدنا كتبناه بنظرةِ عشقٍ
لا يقترفه البعد و هوان خصام
فداء
لا تخلع قناع الحبّ ولو زيفا
فأنا العاشقة لدروب الغرام
عينك لن تفارق عيني للحظةٍ
أخاف سارقةً لها من الأنام
محمد
أنا كالشمسِ واضح المعاني
وعاطفتي لا يزدريها اتهام
أنا سيفٌ للفداء و حصنا له
وحبكِ بقلبي فرضٌ و إلزام
فداء
سأحيا على فتاة قصيدة
وأرتوي من المعاني بعد الصّيام
هات رغيف الحب ورطّبه
بأشواق الهوى وروحٍ من غمام
محمد
يحسبون أننا نكتب من خيال
ونسلّط الضوء علينا من أوهام
ليت الإحساس مرآةً و يرون
كيف يشقى الحرف بدرب الغرام
فداء
لا تبارح أبراج بوحي العنيد
ستبدأ الحرب عليك بعد وئام
اعتني بزهرةٍ لقلبي غرستها
ومن أول لقاءٍ سقيتها لأعوام
محمد
مشاعرنا دافئة بأجواء القصيدة
ويغمرنا فيها سعادةً و ابتسام
سأعتني بقلبكِ على مر الزمان
ونظل على العهد أحبةً و كرام
فداء
نسجل على سفوح الجبال
هنا كنا وهنا عانقنا الغرام
لا تبارحي أرضي أشواقي
يشتعل النبض وأنا معها بانسجام
محمد
سيشهد علينا البشر و الجماد
هنا مررنا وكانت فرحة الأيام
لا أبارح شطآن جمعتنا بلهفةٍ
وقطفنا ثمار الود بكل التئام
فداء
سجّل على ذاكرة النسيان
ما كان بالبوح من وحي الاحلام
ارقدي وساوس الروح
ودعي المشاعر للاستسلام
محمد
سأناضل بالشوق لأجل عشقنا
أخوض حربا عاشقة مع الأحلام
لأصبح أسيرا في قيد معصمكِ
لا مفر ولا هروب لأجمل استسلام
فداء
أرض البشر ليست موطئنا
فنحن لأطياف العاشقين سلام
نعتلي الامواج إشراقا
فتكون لنا نجمة الصبح إلهام
محمد
تعالي نختم قصيدتنا بإتفاقٍ
ويشهد علينا رفقاء الغرام
دعي الحروف كالنجوم تضيء
قوافي الأمل بعناقٍ و سلام
فداء
الروح تساهر بريق أمل
والنبض يخفق لهديل الحمام
دع بريق اللقاء يصل مهجتي
فنكون من رقص بين الاقلام
محمد
تعالي نكمل سجالنا في حلمٍ
وتلتقي أرواحنا بدروب الأحلام
لتشرق شمس الصبح على أملٍ
تعانقه الأطياف بأحلى الكلام
فداء
للنختم ما بدأنا به سجالنا
حتى إذا ما علا البوح سنكون بخصام
انت عنوان القوافي وسيد الحروف
لكن البوح أتى بين الأحضان لينام