صغيرتك يا أمي كبرت
أشعر اني في حاجة للبكاء
أن أبكي على حلم الطفولة الذي ضاع مني في إحدى منعطفات الحياة .
أن أبكي على الأوجاع التي أخفيها لوقت طويل وأدعيت دائما أنني بخير .
أن أبكي على الأشياء التي أمانت بها وتأملت حدوثها وفي الأخير خاب توقعي للأبد .
أن أبكي على ذكربات طفولتي السعيدة التي أشتقت لها كثيرا .
صغيرتك يا أمي تريد البكاء وبشدة لكن الدموع خذلتها وهي في عز الأحتياج لها !!
صغيرتك يا أمي كبرت دفعة واحدة وأصبحت ترقع جروحها بنفسها وأصبحت تميل للصمت والهدوء بعدما كانت تجيد الثرثرة ، أصبجت تخفي دموعها وتواجه الحياة بجمال ضحكتها ، أصبحت تكتم داخلها الكثير وتمثل أمام الجميع انها بخير ، أصبحت تتحمل مسؤولية أخطاءها ، زلاتها ، أختيارتها ، فشلها لوحدها دون حاجتها لمن يخفف قسوة الأيام .
صغيرتك يا أمي كبرت
قلتي لي ذات مرة أن أبتسامتي جميلة للغاية ومنذ وقتها وأنا أبتسم لكل شيء حولي ، أبتسم للأوجاع رغم مرارتها للأحزان رغم شدتها للكسور رغم ألمها للأمل والأحلام رغم رحيلها ، أبتسم للعابرين ، للراحلين ، للأطفال الصغار ، للتجارب الفاشلة وللقصص التي لم تكتمل معي وحتى لنسختي القديمة التي أفتقدها ...
صغيرتك تود التعبير عن كل شيء عالق في حنجرتها عن شعور مبعثر داخلي عن شعور يخنق أنفاسي .
أود الصراخ بل اود البكاء .
وها أنا أبتسم بشجاعة رغم أني لم أعد أتذوق طعم الإبتسامة الحقيقية منذ مدة طويلة ...
رهام عباس _ مرادات
23.10.2022