***أَنْتَ بَدْرُ الدُّجى***
بقلم الشاعرة لطيفة تقني
ما زَلَّ شَوقي إِذْ رَآكَ وَقورا
يا مَنْ نَشَرْتَ الْعِلْمَ كُنْتَ صَبورا
أَنْشَأْتَ بِالْقَلَمِ الْمُنيرِ ذَوي الْحِجى
ومَحَوْتَ كُلَّ جَهالَةٍ وشُرورا
صَدَأُ الْعُقولِ أَزَلْتَهُ وصَقَلْتَها
والْوَجْهُ مُبْتَسِمٌ يَشِعُّ سُرورا
وجَعَلْتَ في بيدِ الْحَياةِ مَغارِسًا
وجَداوِلًا تَسْقي الزُّهورَ عُطورا
تَقْضي النَّهارَ وجُلَّ لَيْلِكَ مُتْعَبًا
تَشْقى وتَجْهَدّ كَيْ تَفُتَّ صُخورا
ونَسيتَ راحَتَكَ الَّتي أَجْهَدْتَها
تَسْعى لِتَجْبُرَ أَنْفُسًا وكُسورا
أَنْتَ الْمُعَلِّمُ والْمُرَبّي والنُّهى
مَنْ ساوَرَتْهُ النَّفْسُ يُطْفِئُ نورًا؟
نِعْمَ الرِّجالُ رِجالُ عِلْمٍ إِذْ رَأَوْا
أَنْ يَرْفَعوا عَلَمَ الْعُلومِ دُهورا
يا لَيْتَ شِعْري كَيْفَ يَفْقِدُ قيمَةً
مَنْ صَيَّرَ الصَّخْرَ الْعَنيدَ شُعورا؟
فَبِِعَزْمِهِ مَسَحَ الثَّرى عَنْ تُحْفَةٍ
لِتَكونَ نَفْعًا لِلْوَرى وبُذورا
بِالْفَصْلِ يَبْدَأُ دَأْبَهُ ونَشاطَهُ
وبِبَيْتِهِ يُنْهي الصَّوابَ سُطورا
قَدْ غَمَّني فِعْلٌ يُسيءُ لِشَخْصِهِ
فَضِعافُ فِكْرٍ يَرْشُقونَ طَهورا
أَسِراجُ نورٍ أَنْتَ أَمْ بَدْرُ الدُّجى
يا مَنْ أَنارَ بِعِلْمِهِ الدَّيْجورَا؟!!
يَكْفيكَ عِزًّا أَنْ صَقَلْتَ عُقولَنا
وبَنَيْتَ بِالشَّرٌفِ الرَّفيعِ قُصورا
هَذا الطَّبيبُ بِنورِ عِلْمِك نافِعٌ
عَلَّمْتَهُ كَيْ يُبْرِئَ الْمَضْرورَا
ومُحامِيَ الْقانونِ قَدْ دَرَّسْتَهُ
لِِيَكونَ رَدْعًا لِلظَّلومِ وسورا
مِنْ سَقْيِكُمْ وعُلومِكُمْ قَدْ أَزْهَرَتْ
أَرْكانُ كُلِّ الطّالِبينَ زُهورا
قِفْ لِلْمُعَلِّمِ يَسْتَحِقُّ مَحَبَّةً
ودَعِ التَّرَفُّعَ لا تَكُنْ مَغْرورا
لطيفة تقني /المغرب