سألتني ليلى ذات ليلة ٠٠!!
----------------------------
سألتني ليلى ذات ليلة
عن هاتك العيون
لماذا تتصب ألماً ؟!
فأخبرتها سرا ً
كفى من جنون
إنها دموع من ذهب
سافرت خلف ظلال النخيل
و غبار الخيل
و سنابل القمح
و آثار الحضارة
و آبار النفط
و لماذا هجرت الخيمة
و بددت أمطار الغيمة
و عذبت القلوب السليمة
و أظعنت الارتحال
ودونت الشعر
ومراثي المدن
و أنت الحنون
التائه بين الشمال و الجنوب
أيها الفارس المتيم
لقد ودعت كل شيء
لكنك تحكي في قرب
عن موال ينزف دماء
من ذكريات استشهاد الإمام الحسين
و اليوم تتجدد مأساة كربلاء !
و في كل لقاء
و أحداث مشفوعة بآل البيت و مخضبة بدماء
و بكاء
يخالط الزمن
من معين الشجن
يرسم خريطة عشق داخل حدود الوطن
فينبض بالحب هذا القلب
من الرباط إلى جنة عدن
و قاهرة المعز تلقي التحية على بغداد في حب و سلام
فيرد الشام
غداً سيرحل اللئام
و نعيش عهد الجمال و الغرام
و نقرأ الفاتحة عند كل مقام
و نتجاوز صولة الزحام
و نودع الخيانة و الانتقام
أنا هنا يا أم الأبطال
برغم بُعدي
أمزق قيدي
و أحفظ وعدي
و أخبر ولدي
و استرجع وحدي
كُتب الأدب و سيرة قصص العشق
و مفصل التاريخ و النسب
فَعَلام الآن الخوف و الغضب
يا أمة العرب
و ها هى جحافل الغرب
تشعل فينا ثورة النار و الحطب
و جامعتنا لا كلمة و لا عتب
أناحمامة بلادي
وفي فمها غصن الزيتون و السلام
فلترحل الحرب
فلا وقت للاعتذار و الصمت و الندم
وطفلتي في سرور تداعب القمر
و تشرب من مرارة النهر
و عندئذٍ يتجدد الحوار
و هالات الفرح تحنو على مواسم الحزن ٠٠٠
أيه يا ابنة القبيلة
أنا قليل الحيلة
مع أن مكارمي جليلة
و مواقفي دليلة
سألتني ليلى ذات ليلة
و ما زالت تسألني ٠٠
و تكرر نفس السؤال
و أنا خجلان من ليلى
و روحي ثكلى
لا أمتلك الجواب ٠
( السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر )