اَلشُّعَرَاءُ 💥
بقلم الشاعر سليمان أولوكيمي عيسى الجزولي
مَن كان في حَاجَةٍ، فَلْيَرْسِلِ الشُّعَرَا **
فإنَّهُمْ حُكَمَاءٌ بَلْ أُوْلُو النَّظَرِ
مَن يَقْطِفِ الزَّهْرَ مِمَّا في حَدَائِقِهِمْ **
يَرَ العَجِيبَةَ مَا في مَرْكَزِ العِبَر
إِبْدَاعُهُمْ خَارِقٌ بَلْ لا نَظِيرَ لهُ **
أَفْكَارُهُمْ عِبَرٌ لِلْبَدْوِ وَالحَضَرِ
وَزْنٌ ثَمِينٌ لَدَيْهِمْ يَا لَهُ ثَمَنٌ! **
وَلَفْظُهُمْ نَضِرٌ أَحْلَى مِنَ السُّكَرِ
وَرَأْيُهُمْ كَاللَّآلي في تَلَمُّعِهِ **
والسَّيْفِ في لَمْحِهِ، في الضَّوْءِ كالقَمَر
سِلاحُهُمْ شِعْرُهُمْ في كلّ مَعْرَكَةٍ **
وَشَوْقُهُمْ كانتظار الحِبِّ مِن سَفَرِ
وَلِلْفَوَارِسِ أَيْدٌ في تَسَابُقِهِمْ **
لَعْبًا وَلَهْوًا وَفِي الأَغْرَاضِ لَمْ أَدِرِ
عِطْرُ البَلاغةِ مِن أُبْيَاتِ شِعْرِهِمِ **
يَفُوحُ، مَنْ قَرَأَ الأبياتِ يَعْتَبِرِ
قَدْ سَطَّرُوا الشِّعْرَ دِيوانًا نُفِيدُ بِهِ **
وَضَمَّنُوا فيهِ مكنُونًا مِنَ الدُّرَرِ
كمْ فَارِسٍ قد مَضَى لم يَمْضِ خَطُّهُمُ **
قِدْمًا، فَبَيْتُهُمُ المَبْنِيُّ لَمْ يَهِرِ
سَقُوا بَنِي النَّاسِ زَمْزَامًا مِمِشْرَبَةٍ **
فكلُّهُمْ جَدَّ فَالْأَهْدَافُ لم تَبِرِ
قد تُؤْفِيَ المُتَنَبِّي في طَرَاوَتِهِ! **
وينفعُ النَّاسَ مَا في الشِّعْرِ مِنْ تَمَرِ
كذا الفرزدق مَنْ قد ذاق مُهْلِكَهُ **
وينفع النّاسَ بالأشعار كالشَّجَرِ
أربابَ قَافِيَةٍ بُشرى لِجُهْدِكُمُ **
يُقْرِيكُمُ الْأَخُ في الإبداع والعِبَرِ
الشِّعرُ موهِبَةٌ خُذُوا مَوَاهِبَكُمْ **
بِقُوَّةٍ واحْمَدُوا الرّحمن للظَّفَرِ
يا قَوْمِ لا تَحْقِرُوا إِحْدَى الْفَوَارِسِ أَنْ **
نَ حِدَّةَ السَّيْفِ وَقْتَ الْحَرْبِ لَمْ تَقِرِ
هَيْجَائُهُم قَاتِلُ الأَعْدَاءِ مَعْرَكَةً **
إِطْرَائُهُم مُنْقِذُ الْأَحْبَابِ مِنْ ضَجَرِ
فَمَنْ تَآزَفَ مِنهُم فَازَ يا حَسَنًا! **
وَمَنْ قَلَاهُم تَعادِيًّا سَيَحْتَفِرِ
يَهوِي هُوِيَّ طُيُورٍ مِنْ تَحَرُّكِهِمْ **
في قَعْرِ خَنْدَقِهِ مُسْتَوْقَفَ الغَرَرِ(١)
الغَرَرُ : التَّعريض للهلاك
شعر:
سليمان أولوكيمي عيسى (الجزولي)
مدير مركز الهداية الإسلامية للتعليم والدّعوة.