يا بحر
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جَلَسْتُُ على شاطئٍ مُحْجِر ِ=أُمَتِّعُ في بُرهَةٍ ناظري
فقُلتُ: أيا بَحرُ ماذا تُخَبِّئُ=يا لَكَ مِنْ عالم ٍ ساحِر ِ
عَدَتكَ العوادي وأنتَ كما أنتَ=تَنْعُمُ في عُمْقِكَ الزاخِر ِ
وتُرسِلُ عَبرَ المَسافاتِ صَمتاً=تَحَطّمَ في مَوجِكَ الهادِر ِ
لِيُعلِنَ للخَلقِ سِرَّ الوجودِ=ويُطفِئَ مِنْ ثَورةِ الحائر ِ
وجَدتُكَ تُعلِنُ أني ضعيفٌٌ=ولم أَكُ مِنْ جُندِكَ الماهِر ِ
وإنْ كنتُ أركبُ متن الشراع ِ=يسافرُ في وجهِكَ السافِر ِ
وأزعُمُ أني قويٌّ قديرٌ=يُعانِدُ في موجِكَ الثائر ِ
تقولُ: وما أنتَ إلاّ نزيلَ=زمانٍ سيمضي كالعابر ِ
ليبقى كذِكر ِ العوادي طُيوفاً=تُرَجِّعُ رَجْعَ الصدى الحَاسِر ِ
تُسَبِّحُ باسمِ القَويِّ العَليم ِ=وتَمسَحُ مِنْ عَبْرَةِ الصابر ِ
فلا الضَنكُ يبقى ولا الحُزنُ يبقى=ولا مُُشْتَكَى شَقْوَةِ العاِثر ِ
ولا جَبَروتُ الغِوايةِ باق ٍٍ=بقلبٍ شديدِ الغِوى خاسِر ِ
فأينَ جَحَافِل كِسرى وفِرعَونَ=أينَ مَدى مُُلْكِهِ الفاخِر ِ
فسُبحانَ مَنْ كَوَّّنَ الكَونَ إرثاً=وأنقذنا بالهُدى الزاهِر ِ
فأرسَلَ فينا البَشِيرَ بنور ٍ=هدانا به في المدى الغامِر ِ
**=**
أيا بَحرُ إني أرى فيكَ صبري=ورَجْعَ صَدى قلبيَ الشاكِر ِ
ففي زرقةِ الماءِ أرمي شُجوني=فأجلو صدى زمنٍ قاهر ِ
وأُعلنُ أني سأبقى قوياً=بإيمانِ قلبي التَقِي الذَاكِر ِ
ـــــــــــــــــــــــــــ
الخميس، 28 آب، 2005