يا هاجري
محمد أبورزق
يا هاجري أعياني الليل بطول مكثه
وأرهق النفس هذا الظلام الجاثم
وطيفك ماثل يجول بخيالي كأنه
غريب هزّه الشوق فهو قاعد قائم
أبيت أرعى نجوم السماء كأنني
ملاّح ضلّ طريق النجاة فهو هائم
عجبا حتى القمر بخل عني بنوره
الجو صحو وجوي ممطر غائم
وعيوني جفاها الكرى فذبلت جفونها
يؤرقني هواك وقلبك مرتاح نائم
وكم ليلة أبيتها والنوم لا يزورني
أصارع لواعج الشوق والفكر ساهم
أمنّي النفس بوصل منك يسعدني
أسلّي الفؤاد وهو بك مستهام هائم
تكالب علي الليل والهوى والسهر والجفا
فالقلب عليل والجسم نحيل وأنت الظالم
أيرضيك تعذيبي وما أقاسيه من الهوى
كأنني في حبّك مذنب كأنّني مجرم آثم
كلّما جنّ الليل تجدّد الشوق والضنى
أداريه بالأمل وأقول إن الصبح قادم
إن كان قصدك تعذيبي فما حيلتي
إلاّ تحمّل هذه الجراح والصبر الدائم
تفنّن في تعذيبي كما يحلو لك هاجري
واحكم بما تراه لا اعتراض فأنت الحاكم
جزائي منك أني في هواك مخلص صادق
وأنني أنبش صخرا والصخر صلد قاتم
لو يسعفني قلبي لو يصغي فيئوب لرشده
ولكن جرفه تيار هواك فهو غريق عائم
لو كان الحب مجسّما لاستأصلت جذوره
ولكنه نبض رقيق وارتعاشة وشعور حالم
سعيد من ذاق حلاوته وخالط شغاف قلبه
وشقي مثلي من ذاق مرارته فعذابه قائم