أصداء على جدران القهر
محمد حسام الدين دويدري
_____________
خفف لهيفك أيها المقهورُ
واحمل صبرك العاتي
وراقبْ
فكلّ من في المسرح العالي
بما يبديه كاذبْ
فاحمل يراعك
وافتح القرطاس في الوقت المناسب
وانقش على الألواح تاريخ الهموم
بأرض شعب تائه بين النواجذ والمخالب
وارفع صهيل حصانك الوهمي
واحلم... وابتسم
فالله غالب
إنما الدنيا شهيق وزفير مقحَم بين التجارب
فتحمّل وطأة الجرح و غالب
ثم عاتب من تعاتب
أو فصاحب من تصاحبْ
واحذر القرصانَ
واحذر كلَّ أصحاب المناصب
واحذر الغاباتِ..
. واحذر الموج إذا غدرت قوارب
إنه قَرَم الوحوش
وعجز مقهور يغالب
كلنا في الجرح نبض
شوقه من لحظة البشرى رحيق
يملأ الحلم انتظاراً للتآلف والصواحب
ربما تصفو له الدنيا
وينتظر المكاسب
حين تأتي من حلال السعي
في حمدٍ لواهب
الذي أطعمه من الجوع
على أمنٍ وواجب
أعطاه...
لكنّ الوحوش رمت بكسرة خبزه
بين الكواسر والعقارب
لتغوص في سمّ الفساد
وتنتهي بين الخرائب
تلك الوحوش تسابقت
تجتاح كلّ الصابزين
لتسلب العزم وتغزو
بيدر الأمل المصاحب
ثم تكتب في الحواري
قصةُ أبطالها
شيخ ومقهور وراهب
وفحيح لصّ راح يرصد كلّ مجتهد
وناهب
يسطو على انفاسه
ليذيب في القهر المواهب
ويصبّ في النبض اللهاث
مرمِّداً كلّ المساكب
وهكذا يغدو التراب محاصراً من كلّ جانب
ويصير وجه اللاهثين مبعثراً
بين الحقائب
إذ يشهق الموج المزمجر عالياُ
بين المصائب
تتناثر الآمال
تغرق في مدى صخر وحاصب
إنه حلم ذبيح
بات يرجف صاغراً بين الركائب
كان أهلوه غزاةً فاتحين
ذوي عجائب
ثم صاروا يلهثون إلى اللجوء
على موائد كلّ غاصب
لم يعد في الأمر عذرٌ
غير أحزان المراكب
وهدير أمواج تصارع ضمة القبر
أو تضارع
ضمة الفعل المضارع
ليصير أمراً لفّه جزم السكون بلا منازع
ويغوص في عمق الصراع محطَّماً
مابين مكبوتٍ ولاجب
وتغتلي في كلّ صبح شهقة الصبر فتعلو
تضرب الأرض بآلاف التجارب
بين يأس وطموح
في فضاء من غرائب
ليس يخلو من معاناة وأخطار
وموت متعاقب
بين المشارق والمغارب
تنهارأحلام يجدّدها الصدى
ويغوص قارب
.........
٢ / ١٠ / ٢٠٢٢