دعيني لجرحي ومأساتي ولا تُكثِري لومي
دعيني لملهاتي .. فلربما تقوى قوايا
وتَتحملُ نيرَ العصرِ وكدرَ اليومي
لست أنا من صمّمَ عبثَ الأقدار
ومن يستنكرُ الشكوى
ويستكثرُ أنينَ التوجعِ والكِلْمِ
لست من يفرضُ البؤسَ
والشقاءَ على الناس
وشتى صنوف القهر والظلم
لست أنا من يمنع الحبَّ جهاراً نهاراً
من يعصرُ القهرَ شراباً علقماً
يسقيه قومنا ، في هذا الزمانِ ..
قومك و قومي
لست أنا من لون الأيام سوداً
من استباحَ الدمَ وصادرَ الأنوارَ
من تبوء العرشَ
وهو خُلْوٌ من العقلِ
والقيمِ والحلمِ
خُلْفٌ للحقِ والعدلِ ..
معادٍ للعلمِ
من صيّرَ العرشَ لهثاً سافراً
للعصبيةِ واللهوِ والفجورِ والغُنمِ
دعيني لموتي .. أسيرُ بمشيئتي
ففيه حريتي وفيه عشقي
وفيه خلودي وفيه كوني
دعيني لثورتي .. كي أتيقن أنّي
قضيت عمري .. دون فتور أو ضمور
أنتزعُ من الشمسِ راياتي
ومن السنابلِ أهازيجي ..
ومن الدمِ الثائرِ
لوني .
عبدالعزيز دغيش .