ترانيم السلام 66
الود المباح
هذا هو قلبي ورود مرصعة
أهديها إليك
تبلسمني نسائمك العذبة
وطل الندى على ثغر دفلى
باركتها السماء
يهبني الحياة
تزف لي بريق مقلتيها الشريفتين
يحط اليمام على قبلتها الأولى
تظللها أسراب فراشات الضحى
في نهارات الدفء المباركة
في فصول الخير
والعشق المعتق بسلافة كرمة الجليل الشهية
يحدوني الشوق إليها
يغلبني الحنين إلى سهولها الوادعة بالعطاء
يشدني الحنين إلى رباها الخضر
وشذا الزهور البرية ذات الحسن والعبير المستطاب
أتوق إليها توق عاشق
أضناه الوجد أثمله الحنين
للقاء طال انتظاره بعمر الكون
منذ بدء التكوين
إلى آخر الزمان والمكان
بكل ورود الصباح الناثرة عبيرها
وأقاح الفجر الندية
وجوري آرام وكنعان
وتطوان الأطلسي
وأوركيد بابل الذكي
وعرائش الكرمة والياسمين
وزيزفون الوداد
والهيام ببيت الخبز
ووصال نسائم الشمال العليلة
في صيف الهوى
وما أدراك ما نسائم الشمال؟!
بها آمن العاشقون بربهم
المسبحون للعلي
تسابيح منتصف الليل والنهار
المرتلون تراتيل الفرح السماوية
المرنمون ترانيم السلام المنشود
والود المباح
أنا الذي أرقب سهوة الليل بفارغ الصبر
إلى طلوع الفجر
لعلها تزف البشرى بقرب اللقاء التليد
على ثرى أقداسنا المعتق بالطيب
وأنس الوئام والانتماء الأبدي
عاهدتك عهدا لا أخيس به
أني وهبتك الفؤاد والروح والقصيدة
عهدا لا نهاية له
في الدارين
على مشهد من النجوم
وشمس الشروق وحارس الليل الأمين
والطير المغردات على أغصان التين والزيتون والأنام
الدكتور سامي الشّيخ محمّد