نبيذ السراب
بقلم الشاعر مفتاح البركي
/
في الأطلال المهجورة
الليلُ سكران
يؤاخي بين الفرح و الوجع
بكأسٍ من نبيذ
:
يكفيها الخفافيش الأنيقة
عزف الغياب
بمخالبٍ صفراء
كلما حمحم الظلام على
جُدر الحنين المُغترب
في كهوف الخديعة
تلك إيماءة الخدوش المُتسربة
من إرتعاشةِ مُواء البراري
في حنجرةِ الفجر الخجول
طوعاً يتسرب نملُ الظمأ
على مأدبةِ الأجساد الفانية
من رائحةِ الأفواه الجائعة
و من ثدي التُراب
ينضح أصفرار السنابل
لتعبر بأنفاسٍ حزينة
تتلمس بأصابعٍ مرتعشة
أوتار الربيع
ربما و على عجل
يغني الليل في أوبرا
العناكب الرشيقة
على مقام نهاوند
طاعن الوجع
بكمنجاتٍ عمياء !
فكل الذي رافقونا بتفاصيل
باذخة الفرح
كانوا قد سلمونا بخديعة الضوء
لفتنة العتمة
أمام محنة الأحلام الخائبة
فوق رُكحٍ شريد
مازال يضجُ بالفرح القبيح
رغم نشاز الغناء
و على مزامير خُرافة الحب
ظل صُراخهم يحجبُ عنا
مآثر الشمس
و حقيقة السراب !
__________________________
/
مفتاح البركي ... Muftah Yousef / ليبيا
السبت 3 / ديسمبر 12 / 2022 م