أخي الإنسان
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَخِي الإنسانَ لا تَخْشََ عِتَابِي=فَمَا أَقْفَلْتُُ دُوْنَ لِقَاكََ بَابِي
وَهَا قَدْ جِئْتُ أَبْسُطُ كَفَّ صِدْقٍ=تُلَوِّحُ فِي الذَهَابِ وَفِي الإِيابِ
وَأَحْلُمُ بِالتَرَاحُمِ وَ التَآخِي=عَسَاكََ تَرُدُّ مُبْتَسِماً جَواب
كِلانَا قَدْ خُلِقْنَا مِنْ تُرَابٍ=وسوف يَضُمُّنا جَفْنُ التُرَابِ
فَلَيْتَ الحُبَّ يَجْمَعُنَا لِنَبْنِي=صُرُوحَاً فِي السُهُولِ وَفِي الرَوَابِي
لِنَنْسََى شَائِعَاتٍ أبْعَدَتنَا=ونجعلَ مَا مَضَى سَبَبَ اقْتِرَابِ
فَإِنّي كُنْتُ مَجْهُولاً لديكُمْ=وَبَعْضُ الجَهْلِ مِنْ بعضِ احْتِجَابِي
وأَكْثَرُهُ دِعَايَاتٌ تَلَظَّّتْ=بَِأَيْدٍ سَعْيُهَا نَحْوَ الخَرَابِ
فَلَوْ عَلِمَ الّذِي رَسَمَتْ يَدَاهُُ=الحَقِيْقَةَ لارتَقَى نَحْوَ الصَوَابِ
فمَا حَمَلَ النَقَائِصَ فِي يَدَيْهِ=ولا مَلأَ الصَحَائِفَ بالسُبَابِ
* * * * *
أتَيْتُكَ يَا أخِي طَْلقَ المُحَيّا=كَمَا كَان النَبِيُّ بلا اضطرابِ
فَقَدْ كَانَ الحَلِيمَ بِمَنْ أَتَاهُ=وَقَدْ كَانَ الصَبُورَ عَلى المُصَابِ
يَرُدّ الشرّ بالحُسنَى, وَيَدْعُو=لِمَنْ جَافَاهُ فِي خَيْرِ الحِسَابِ
فَلَيْتَكَ قَدْ عَلِمْتَ سُمُوَّ قَصْدِي=وَلَيْتَكَ قَدْ عَلِمْتَ اليَومَ مَا بِي
فُؤادِي قَدْ غَزَاهُ الشَوْكُ حَتَّى=تَنَاهَى فِي بَرَاكِيْنِ العَذَابِ
لِسُوءٍ قَدْ دَنَا مِنْ ذِكْرِ طَهَ=وَبَغْيٍ قَدْ أَثَارَ بِيَ ارتِيَابِي
فبِتُّ أَنُوءُ فِي حُزْنِي وَقَهْرِيْ=لِبًعْدِي عَنْكَ فِي سَيْلِ اكْتِِئَابِي
وَأَدْعُو أَنْ أُوَفَّّقَ فِي لِقَاءٍ=يُضِيءُ العَقْلَ فِي خَيْرِ اقْتِرَابِ
لِتَعْلَمَ مَنْ هُوَ المُخْتَارُ فينا=وَتَذْكُرَ بِالهُدَى خَيْرَ المُجَابِ
مُحَمَّدُ كَانَ فِي الدُنْيَا رَحِيْمَاًً=عَفُوَّاً صَادِقَاً حُلْوَ الخِطَابِ
وَمِنْ أَوْصَافِهِ كُرْهُ التَعَالِي=فَكُلُّّ الخَلْقِ مِنْ خَيْرِ انْتِسَابِ
هُوَ المُخْتَارُ فِي الدُنْيَا بَشِيرَاً=سَلِيمَ القَلْبِ مِنْ كُلِّ ارْتِكَابِ
يُحِبُّ الخَيْرَ وَالحُسْنَى, وَيَسْمُو=بِذِكْرِ اللهِ فِي خَيْرِ احْتِسَابِ
بِهِ الأَخْلاقُ تَسْتَزْكِي سَنَاهَا=فَكَانَ مِدَادَها آيُ الكِتَابِ
فَمُدَّ يَدَيْكَ فِي عَهْدٍ جَدِيْدٍ=نَعِشْ بجَمَالَهُ دُونَ اغْتِرابِ
فَنَملأُ بِالهُدَى والنُورِ دَرْبَاً=سَدِيْداً قَصْدُنَا خَيْرَ الثَوَابِ
وَنَحْمِلُ بَيْنَ أَضْلُعِنَا أَمَانَاً=يُظَلّلُ طُهْرَهُ خَيْرُ السَحَابِ
فَلا نَحْيَا عَلَى حِقْدٍٍ تَلَظَّّى=وَلا نَلْهُو بِأسْمَالِ التَغَابِي
تَعَالَ فعيشنا دَرْبٍ رَحِيْبٍ=فَإِنَّ الظُلْمَ مِنْ سُوءِ المَآبِ
وَإِنَّ اللهَ خَالِقَنَا رَحِيمٌ=ويَأبى أن نَزِيْغَ وَأنْ نُحَابِي
...........................................
الاثنين، 16 جمادى الاولى، 1427 الموافق 12 حزيران،
هذه القصيدة لمن لم يعرف حقيقة النبي صلى الله عليه وسلم, وقد حاد جلّ المسلمين عن اتباع أخلاقه...
من مجموعة: استراحة على ضفاف الجرح