(اغتصاب )
من وحي شجرة التين بحديقة منزلي
الشاعر: محمودمطر
الرقم الاتحادي ٣٨٨
وقفت وقد تعرت سيقانها
بأفاعيل الشتا للبرد حاسرة
تبكي دموعها الحرى على أيام
كانت لها في الصبح زاهرة
وبدت مدنفة وكأنها قد أمضت
ليلها في حانة للصبح ساهرة
وقد تعرى جسمها فبدا للعيان
وكأنهاأنثى بدت للناس سافرة
فعل الخريف فيهامافعل غصبا
فبدت للعيان أنثى تبدو فاجرة
لم يرحم هذا العربيدضعفها
أبدا وأبدى فيها قواه قاهرة
ولم تجد من يستر بالله عرضها
فبدت من ثوب الورق عاهرة
أشرقت شمس الصباح فبدت
كخيال مآتة للعيان ظاهرة
مزق الخريف ثيابها وكأنهالم
ماكانت أبدا بالغصب شاعرة
فأدماها وأدمى جسمها فبدت
النخلات بهاو من الأمرساخرة
زارهابلبل صغيرفوقف منتحبا
أهذي ما كانت بالأمس عامرة
فبكيت لما رأيتها وكفكفت
دموعها والتي بدت منهاهامرة
وقلت لها غدا يأتيك الربيع
فارسابجيوشه العرمرم هادرة
ويعطر ثياب العرس بأنفاس
وأريج فل تبدوفيك عاطرة
وغدا تقفين بالثوب القشيب
بين لداتك من التين مفاخرة