الثلاثاء، 17 يناير 2023

Hiamemaloha

في موكب الرحيل للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 في موكب الرحيل

محمد حسام الدين دويدري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيا قدراً سَرى في عمريَ اللَجِب=فأوقد فيَّ نارّ العِشقِ والطَرَبِ

جَحَدْتُ النفسَ أنْ تأتي الهوى ومضى=صهيلُ العُمْرِ يَغْشاني بلا نسَبِ

 أأنسـب مهجني للمقلةِ الحَيرى...؟ =أاحمل في  ضلوعي جذوة اللعـبِ؟!

وهـذي رحلتي مازالَ بيرقها=شعار الجدِّ في سّيري وفي أَوَبي

**=**


صَرفتُ العَينَ عَن ميراثِ شهوتها=وَرُمْتُ العُمْرَ قدِّيساً وعَصْمَ نبي

وَرُحْتُ أجوبُ دَربَ الصَمتِ مُؤتَلِقَاً=مَعَ الآلامِ والآمالِ في أشبِ

ومَرّ خيالُكَ المسحورُ قي  خلدي=لأزعم أنَّ حُبّي جَدّ في طَلَبي

ليعبرني حنانٌ من صدى شجني=يغذّي صَبْوَةَ الأحداق في الحِقَبِ

وحين اجتاحـني وَجْدٌ طَرِبتُ لهُ=ورحتُ أُداعِبُ الأوهام في عَجَبِ

**=**


كطيفِ الشمس يملاْ عالي سِحراً=وينزع عن عيوني سطوة التَعب

إذا ما تهتُ عن سُحبِ اللقاءِ سَما=على الأكتافِ وزر الهَمِّ و النُوَبِ

وكان الحُبُّ في قلبي دَماً ورُؤىً=تُحَرَّكُ فيّ مثل الجدول الثَغِبِ

تطاول حُزني المَسعورُ مُنتصِباً=يُعاني وطأةَ الآلام و الألَبِ

وبِتُّ أُساهر الأوهامَ مُعتَكِفاً=أفكّرُ فيكَ في صمتٍ وفي أدبِ

وكُنتَ تقول لي قَولَ المُحِبِّ إذا=تلاقينا؛ فَعُدتَ تغوص في الحُجُبِ

حمَلتَ – الأمس – قنديل الهوى وعداً=فتاهَ الوعدُ عنَّا في الفضا الرحبِ

أراهِن أن حُبّي كان لي ألَقاً=وأنَّ هواكَ رَمزٌ كان في قلبي

فيا قَدَري ترفَّقْ بي وكُنْ قَمَراً=يضيء اللـيل في دربي بِلا عَتَبِ

أو اغمس سيفَكَ المسلولَ في صدري=وغضّ الطرف؛ ثم انسَلّ عن لهبي

أنا صَرحٌ  من الأحزان مُشتَعِلٌ=فحاذِرْ أنْ يَتوهَ القلـب في شُهُبي

جفاؤكَ أيقظَ الآلامَ بعد كرىً =وعاد الصمت يحملني  إلى الكَرَبِ

سيشربُ حاضري كأسَ الإياب فهل =يداوي العَوْدُ أحزاناً لمُغتَرِبِ ؟

وليتَ النفسَ عنكَ – اليوم – شاغلةٌ=فليس الوجد عن صدري بمُحتَجِبِ

**=**

أيا قدرا تسمَّر في الضـلوع تُرى=لماذا ترحل الأفراحُ عن جُعَبي ؟

نهيتً النفسَ عن ذكراكَ فانفجَرَتْ =بحارُ الشوق في تسكابها الثَعِبِ

وصُنتُ النفسَ عن حُلُمٍ طَرِبْتُ له =فتاهَ القلب في الإعصارِ والصَخَبِ

...........................

حلب 1987

من مجموعة: بين التوهج والأفول

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :