حكاية شيماء وجدِّها
بقلم د. أسامه مصاروه
خرجَتْ للغاصِبِ والمُحتَلْ
لا تحمِلُ إلّا فَرْدةَ نعْلْ
فسلاحُ القلبِ الصافي سهْلْ
إذْ فيهِ الصدْقُ وَفيهِ العدْلْ
أمّا المُحْتّلُّ فيحْمِلُ جهْلْ
إذْ أنَّ العقلَ غدا مُخْتَلْ
فالغاصِبُ نَذْلٌ ثُمَّ النذْلْ
منْ بؤْرةِ أحقادٍ ينهْلْ
لحِقَتْ شيْماءُ بِجَدٍّ كهْلْ
لمْ يقبلْ أنْ يبقى في الظِلْ
منْ بعدِ كِفاحٍ دونَ وجَلْ
لنْ يرْدَعَ ذاكَ الكهْلَ أجَلْ
"ارجعْ يا جدّي لا تعْجلْ"
صرخَتْ شيماءُ صراخَ حَجَلْ
وَبكتْ بمرارٍ دونَ خجلْ
لمْ تعْرِفْ حقًا ما تفعلْ
معْ جدٍّ صلْدٍ لمْ يحْفَلْ
بِجُنودِ الموتِ وَلمْ يقْبَلْ
بالعوْدَةِ إذْ ما عاشَ كنذْلْ
أوْ خافَ لِثانيَةٍ مِنْ نغْلْ
حتى لوْ أدّى الصدُّ لِقتْلْ
إذْ أنَّ الجدَّ كريمُ الأصلْ
وكريمُ الأصلِ سَويُّ العقْلْ
وَسَويُّ القلْبِ كذا وَالنسْلْ
شيْماءُ إذًا فرعٌ من أهْلْ
نَعِموا باسْتشهادٍ من قبْلْ
زحَفَ الثُعبانُ كما في الحقْلْ
مخْفِيَّ الرأسِ كذا والذيْلْ
صدَّ الأحرارُ قلوبَ الغِلْ
وأياديَ قتْلٍ ليتَ تُشَلْ
وقفَتْ شيماءُ وقوفَ النخْلْ
تلْكَ الفيحاءُ بعطرِ الفُلْ
هجمَ الأنذالُ هجوم الصَلْ
وبحقدٍ يشوي مثلَ المُهْلْ
خرجَ الأحرارُ ولبّى الكُلْ
ومَعِ الأحرار تركوا الشغلْ
ظلّتْ شيماءُ بدونِ عِللْ
تخطو وَتَصدُّ ولا تسألْ
إنْ كانَ عليها أن تخجلْ
فبناتُ القدسِ بدون كسَلْ
تحمي وتصونُ بدونِ ملَلْ
لكنَّ الغدرَ إذا استفْحلْ
ويدُ الإجرامِ غدتْ أطولْ
لا شيءَ سيحمي قلبَ بطلْ
من نارِ عدوٍّ لا يعْقِلْ
صفعَتْ شيماءُ بفردَةِ نَعْلْ
جنديًّا حاولَ أسرَ الكهلْ
ظنَّ الأشرارُ بأنَّ النعْلْ
لا شيءَ سوى سيفٍ أو نصلْ
والخوْفُ إذا بالمُجرِمِ حَلْ
قدْ يجعلُهُ كلبًا مُعْتلْ
والمُجرمُ منْ جُبنٍ يخْتلْ
ما بالُكَ إنْ كانَ المُحْتلْ
هجمَ الأشرارُ ونارُ القتلْ
قتلتْ شيماءَ وَجدًا كهلْ
فتساقطَ مِسكُ القلبِ كَطلْ
د. أسامه مصاروه