الثلاثاء، 3 يناير 2023

Hiamemaloha

سلاءة العيطموس للشاعر محمد كابي

 سلاءة العيطموس     

أنثى واحدة تكفي 

تعيد مقام الشوق لدنّي

تختزل في كياني كل النساء

أراها نجمة في الأفق 

ببهائها

ببسمتها

بطفولتها 

بنظرتها تستفز آمالي

في الأرض لا في السماء..

أنثى واحدة تكفي 

حبيبة للروح 

ترسم هواها بألوان الطيف

على كل الجدران ولا شيء تخفي

تداوي وجعي ، سقمي

إذا عجزت خبرة الطب و الأطباء ..

لا تعترف بالقيود

لا تؤمن بما بلي 

من  خرافة البنود ؛

عاشقة بجموح الأطفال 

لا تخشى العاذل والرقيب

شرُّها الجميل قُبَل 

تسكر المُعَنَّى بلا راح

حين يداهمها الإنتشاء...

نعيم إذا عنّت جحيم إذا غابت

تركت رعشة على التامور

قد دلها على مسالكي الوفاء 

طبعها الحٍلْم في ثنايا الهمس الرقيق

أكرع من كفها شهد الرحيق

إذا ذرفت عبرة الفرح

انسابت على الخد كحبات العقيق

لؤلؤة هي كسرت صدفها البحري

لما استبد بها للصب الولاء

أنثى واحدة تكفي

لا كبر فيها ولا تفاخر بالمناصفة

ولا بالمساواة ولا بالمخالفة

لأنها التكامل روحا وجسدا

ومناها الثّوَاء

أطيل النظر إليها مخالسة

فأرى أنها تعكسني

وتسترجع ماضاع من كلي

لتأخذ ما تبقى في

إذا جاد القدر والقضاء

أنحث لها في صدري 

وشما من القصيد

تغفر زللي ،تتجاوز خللي 

إذا ما أضنها هفواتي والأخطاء...

أنثى واحدة تكفي

إذا اصطلاها براح الصبابة

تتمايل رقة  كصٍل من تحت الأثافي

نبهته للجمر الشتاء..

بشارة الأمل هي

تخرجني من صدأ الانتظار

تتقن فن احتجازي رهينة

لأمسي أسير هواها

ولو بطشت بي الأنواء

تجدد اللغة في دمي

لأخط لها بيراع الروح

ما خطه الحلاج عشقا

ساعة اعتراه التجلي والصفاء...

اأنثى واحدة تكفي

صوتها هديل الحمال

همسها حرير الكلام

إذا استوت على عرش البوح

تدفقت كالسيل حبا 

وناب عن صمتها

سحر الغناء...

أنثى واحدة تكفي

حرة إذا نطقت

شرسة إذا أحبت

ساحرة إذا سلبت

ريقها نبيذ مقدس

يثمل عنيد الشعراء

فؤادها بالبياض منقوش كالطفلة 

تتقن رقص الغجريات

نشيدها سلاءة كالقُبْلة

تشعل الجمر في الأمنيات

تنفلت كالبرق كالسحر

من كم البهلوان

تصلي نوافل العشق

في محراب الرُّواء

بيدها تعجن السحاب غيثا 

وتزيل شعرة الخرافة

من عجين الحياة

وعلى صدري تبني عش الوفاء؛

تضبط قلبها على توقيت الحنين

وتأتيني طوفانا بلا تردد

بلا خجل ساعة اللقاء...

أنثى واحدة تكفي

لتكون وحدها أميرة

في بلاط النبلاء

عند اكتمال البدر 

تعكسها كل المرايا

كدرة نور فتنت 

مرجان الدأماء

تُغْني بنبلها عن الهيفاء

والنجلاء والحسناء

تشرب من كفي كأس الرجاء ؛

لا تجيف الباب غضبا

أمام دنف نزيف 

دله عليه الإسراء...

قلبي وطني لا تسكنه 

إلا من خبرت سر الالآلاء

 عرفت لذة الملامة 

بلاغة الجوزاء ؛

واحدة أيها القلب الجريح تكفي

في ليل الوحدة لترمم انكساري

تتوهج نورا تنشره أشعة الذُّكاء..

أنثى لا حدود للهوى عندها 

إلا الرغبة الجامحة بالوفاء

تمنحه لم يُطْبٍي قلبها بالحباء

أغار عليها من نفسي 

من يأسي 

من شجني من نسيم الهواء..

نازع أنا في زمان الضياع

وما لحلمي من أكفاء

لا أرجو إلا وصلا لم أفز به

لا أرجو إلا عطرا 

يفوح كالمسك كالصندل

لا أرجو إلا نوالا كالداء والدواء...

واجدٌ أنا ومنايا عًبْرة فرح

كصمغ تخفيه حروف اللحاء...

أنثى  واحدة أيتها الحوباء تكفي

لتسكن القلب

ودروب الأحشاء

تلبي إذا ما هتفت باسمها 

هسيس النداء

تغزل الغيم منديل أمان

تستجيب لصوت الهيام

تمر على ليلي كالبدر

يرقص طربا في العلياء 

وحين تغيب  يرمي الشوق

حمما تجاوزت مقاييس اللوعة 

ولجين البهاء..

أنثى واحدة أيها المعنى تكفي

تشيّد معبدا للحب 

ومملكة العشق لكل الأتقياء

تعزف على أوتار الريح

تراتيل غرام يتوضأ بآيات التوق

لنسامر قنديل النشوة 

في عز القر والشتاء...

أنثى واحدة تكفي 

لكن هيهات يسمعني 

نبض العيطموس

تفهم حرفي ، بوحي

من لم تكتوي بحَرِ البكاء

في زمن الجفاء والعناء

        محمد كابي 

الجديدة

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :