لقاء بميعاد...
بقلم الشاعرة وفاء أعمو
أيَّامٌ تَشابهَتْ وخيوطُ الشجنِ تَلُفُّهمُ
إصباحٌ أو إمْساءٌ ..ترادَفَتِ الأضدادُ
وُجوهٌ وُئِدَتْ في المهدِ فَرحتهُمُ
بالدمعِ مِدْراراّ سَقَتْ ما أَغْفَلَهُ المِدادُ
دُرُوبَ ماضٍ سُيولُ الشَّوْقِ تَرْويهُمُ
جَفَّتِ المآقِي وأَمَامَهَا عُمْرٌ بِطولِه يُعادُ
قالُوا سيَطوِي الزمانُ يوماً ذِكْراهُمُ
وألَمَ الجُرْحِ مِنَ الفِراقِ حَتْماً سَتَعْتَادُ
******************
مرَّ الزَّمانُ و ما تغيَّر بَعْدَهُمُ
ألمي ولا انطفأتْ جذوةُ البعادِ
أعيشُ وما لِلْعَيْشِ طعمٌ بَلاَهُمُ
شِبهُ حياةٍ أَلُوكُهَا أمامَ العبادِ
ما تاه النبضُ وأضاعَ بوْصَلَتَهُمُ
بالقلبِ تَرَبَّعُوا ما لَهُمْ مِنْ أَنْدَادِ
*******************
اشتدَّ بي الحنينُ شوقاً لِلُقْيَاهُمُ
حَثِيثَ الخُطَى أمْشِي إلَى المُرَادِ
أَطْوِي المسافاتِ راكِضاً ألحَقُهم
عَلَّنِي بِاللُّقَى أُدَاوِي جُرُوحَ الفؤادِ
أُعانقُ تلابِيبَ الفرحِ وأحْتَمي بظِلِّهُمُ
كما كُنْتُ دوْماً مِن يومِ مِيلادِي
والوَجَعَ ومرارةَ اليُتْمِ ورائي أَتْرُكُهُمُ
فَنِدَاؤُهُ يَوْمَهَا* كتبَ لِقاءَنَا بِمِيعَادِ
دَعوةُ الأقدارِ صَرْخَةٌ مِن أعْماقِهِمُ
ومنَ السماءِ تلبيةً لنِداءِ ربِّ العِبادِ
*******************
واليومَ بنفسٍ راضيةٍ أُلبِّي دَعْوَاهُمُ
وأمسحُ عناوينَ الفَقدِ بِجميلِ مِدادِ
أُذِيبُ حرارةَ الشوقِ بِلَحْظِ عُيونهِمُ
وعلى ترانيمِ صوتهِمُ يَطِيبُ إِنشَادِي
أَرانِي هُنَاكَ والأحبابُ على الخدِّ دمْعهُمُ
لنا لقاءٌ غداً ... يَوْمَ يُنادِي المُنادِي
لا تَحزَنُوا فاليَوْمَ هُنَا وغداً مَعهُمُ
نَقْتَفِي كَغَيْرِنَا الأَثرَ ونَلْتقِي بِمِيعَادِ
ذاكَ مِن يَوْمِنَا قدرٌ مكتوبٌ بَعْدَهُمُ
ومَا رَحِيلُهُمْ إلاَّ بدءُ تشْغيلِ العَدَّادِ
وفاء أعمو ( المملكة المغربية)