تسابيح في محراب الجمال
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذ يسجد الورد في خدّيكِ معترفا=يستغفر الله أن أغوى فماً دنِفا
فانسَلَّ يقطف من محرابه عبقاً=يروي الفؤاد فأغناه الهوى و صفا
لا تعذليه ففي سطوِ الظما جدلٌ=و لتعذريه فما أخطا و ما اقترفا
لله في ثورة العشّاق موعظةٌ=إن أخلص القلب في سقياه فانتصفا
كم ضاقت الأرض في هذا الزمان و كم=في حمأة السيل هبَّ الغدر و اختطفا
يُميت في الصدر أحلام الهوى لنرى=خفق الفؤاد من الآلات قد رُدِفا
هل يفسد الوجدُ أرباب العقول وقد=أعطاهم الواهب الرحمن منصَرَفا ؟
أم يغدق العيش؟؛ فالبيداء حانيةٌ=في صحبة الحب ما أخفى و ما اكتشفا
يمجّد اللهَ من عاش الجمال و لم=يمزّق الطهرَ مزهوّاً و منحرفا
يا ربّة الحسنِ، في خصبِ الجمال دمٌ=أحيا الجَنانَ فجبَّ الحزنَ و ارتجفا
و اجتاح يرشف من سيل الرحيق عسى=أن يحصد الشهدَ في ما ذاق و اقتطفا
يروي الضلوع فتصفو الروح مؤمنةً=أنّ الحنان يبيدُ الغدرَ و الصلفا
كم أبرأ الشهد في ترياقه ألماً=من صحبة الزهر حتى حار من وصفا
لا تعذليه؛ وضمي الياسمين إلى=أنفاس عطركِ إنّ العمر قد أزِفا
فالياسمين يثير الشوق في دمنا=حتى نراه مع العشّاق محترفا
.................................
من مجموعة: وطن الجمال