سألت ابني مرة هل ترغب بالعودة إلى سوريا ياولدي؟
فهزّ رأسه بالنفي ، وكتبت بعدها هذه القصيدة:
كلّ الّذينَ أَتَوا للغربَ يا ولدي
في رحلةِ البحثِ عَنْ مالٍ وَعنْ مَدَدِ
كي يحصلونَ على إقامةٍ كذبوا
سعى الكثيرٌ إلى الإِضْرارِ بِالبلَدِ
نالَ الكثيرُ اللجوءَ بعدَ أنْ كَذَبوا
كالوا الشتائمَ لِلأوطانِ عنْ عَمَدِ
فَبعضُهُمْ سلطةٌ كانتْ تُطاردهُ
أغلبهمْ لمْ يكنْ قطعًا بِمُضطَّهَدِ
جِئْنا فُرادى ، ثمَّ هاجتِ البَشَرُ
وَاشتعلتْ بِالأَنامِ جذوةُ الحَسَدِ
برٌّ وَبَحْرٌ وَجوٌّ هاجرَ الناسُ
باعوا البيوتَ وباعوا ورثةَ الرُقَدِ
أمسى الحنينُ إليكَ أيُّها الوطنُ
ناراً بِقلبِ وَروحِ الناسِ وَالجَسدِ
قد صرتَ يا وطني حلْماً يُؤرِّقُني
أحسُّ دونكَ إنّي فاقدٌ سَنَدي
قد كنتُ أحسبُ أنّي راجعٌ يوماً
لكنْ قراري وَأمري لمْ يَعُدْ بِيَدي
نبقى بِلا وَطَنٍ ، منْ دونِ ذاكِرَةٍ
وَإنْ بَقينا بِهذا الغَرْبِ لِلأبدِ
شعر المهندس : صبري مسعود " ألمانيا "
القصيدة على البحر البسيط.