هي الأماكن..
بقلم الشاعر حسين المغربي
هي الأماكن حزني المقيم..
هي الدروب تحكي حزني و حزنها..
على شرفات الزمن..
ترسم دمعي و دمعها..
قصائدا على وجه الصبح الكئيب..
تنثر عبقها..
على الحائرين،
و الضائعين..
أزهارا يتيمة..
حيطانها إلياذة انكسار..
أبوابها موصدة..
قلوبها مقفلة،
واجفة،
مكلومة..
كل شيء فيها حزين..
هي الدروب..
تحاكي الليالي الطويلة..
سهادها..
تدون غدها..
تعد أيامها..
شوكة الخاصرة..
هي المقاهي العامرة..
تلوك حظهم و حظها..
و تنتشي بدخان لفافات رخيصة..
ميراث التائهين..
تنسج من أحاديثهم و أحاديثها..
أمالا زائفة..
هي الأسواق عامرة،
مليء بالخائبين..
و الخائضين،
يتحينون فرصا لا تأتي..
هي المدارس عنوان هزيمتنا الكبرى..
علقوا المشانق على أبوابها..
و سلموها للجهلة..
هي الأماكن حزني المقيم..
أضع يدي في يدها..
نحتضن بعضنا،
نداوي جراحنا بالصمت،
بالهمس..
لغة العيون الحيري،
و بسمة شاردة..
بعض سلوى..
هي الأماكن...
حبي..
بوحي و بوحها..
جديلة من رائحة التراب،
و شعاع الشمس..
أقيس نبضي..
على إيقاع النبض المحشور..
بين الأسوار،
و الأسوار..
يختنق منفيا بين الدروب..
تحكي..
نعم تحكي..
أنصت للصمت..
يتحدث..
أستجدي بطاقة حظ..
تنتشلني من رتابة الوقت،
و مستنقع المقت..
أرفع صوتي محتجا..
متى تتدفأ أضلع زمني الجليدي،
و تعود البسمة عامرة،
غامرة،
لهذا البيت..
و لهذه الدروب المشبعة بالرطوبة،
و الموت..
هي الأماكن..
شغفي الأول..
نرسم الميلاد معا..
لبنة، لبنة،
و نطوي المسافات..
أنا أعلم..
أنا حقا أعلم..
ان القادم أجمل..
دعوا فقط ورودي تينع..
هي الأماكن حزني المقيم..
حسين المغربي