بالحُبّ يحلو في المَدى العُمر
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــ
النُعْمَيَان القلبُ والفِكْرُ=لي فيهما بينَ الوَرى أمرُ
لي فيهما إشراقُ قافيةٍ=أنسامُها في طيبِها سِرُّ
تَسْمو بها نفسي إذا انفَجَرَتْ=شلاّلَ نورٍ شابَهُ العِطرُ
لألاؤها يسري بأوردتي=خمراً زكيّاً ماله سُكرُ
هي خمرةٌ مِنْ غَيثِ خالقنا=إِنْ صانَها إبداعُها الثَرُّ
لا تَعجبي إن كُنْتُُ أَحمِلُها=في كُلِّ خَطوٍ حَفّه القَطرُ
فكأنّ كَنْزَاً صبَّها دَهَقَاً=أو جاءَني بِعَطائها بَحْرُ
يا نِعمة الرحمن إنّ دمي=فيهِ الرحيقُ العَذبُ والبِشْرُ
يَرنو لِخَلْقِ الله مُكْتَشِفاً=نَبْضَ الحَيَاةِ وَطَرْفُهُ حُرُّ
لَمْ تُثنِهِ عَينٌ موجَّهَةٌ=عَنْ صِدْقِهِ أو يثْنِهِ قَهْرُ
إيمانُهُ باللهِ يَمْلَؤُهُ=خَوفاً إِذا شابَ الرُؤَى سِحْرُ
فيَثورُ بالأقداحِ مُشْتَعِلاً=شوقاً له الأحلامُ تَغْبَرُّ
ليطيح بالكفِّ التي حمَلَتْ=سوء القذى يحلو لها الغَدْرُ
ما أعذب الكأس التي عبقت=بالحبّ في ترياقها العُمرُ
ما أطيَب النفسَ التي انسكبَتْ=شلاّلَ حُبٍّ زادهُ الشِعْرُ
نهرٌ إذا انداحت غدائره=تصفو الحياةُ وحلوها المُرُّ
فاستشرفوا بالفكرِ عالمكم=وانضوا الوشاح فبعضه سترُ
ولتملؤوا بالحُبِّ أضلُعَكُمْ=تحلو به الدنيا وتخضَرُّ
........................
الثلاثاء 7/11/2000
من مجموعة: أمواج على شواطئ الذاكرة