(اغتصبت منيرة)
الشاعرمحمود مطر
الرقم388
قتلوها فبكت لها الدنيا حزنا فقد
كانت صبية ومازالت تبدوصغيره
غرروها وجروها كشاة إلى مذبح
لابحبل وإنما قد خنقوها بالضفيرة
واقعوها وتناوبوها وأدمواشرفها
ووصموهابالفجر وأخلاق حقيره
أخفت ما كان منهم وما استيقظ
لأحد المجرمين منهم أبدا ضميره
وبدأت البطن تكبر وتزداد حجما
حتى صارت كالدائرة المستديرة
وبدجنبن الحرام يكبر ويأخذ في
الشكل و الأحجام أشكالا مثيره
شكت أمها في الأمر لحظة فقالت
منيره إنه حمل كذب أو كان عيره
وبدأبطن منيره يكبر والجنين في
الأحشاء يصرخ وهي تزداد حيره
والمجرمان يجوبان الشوارع بحثا
عن ضحية لتكون في المثل منيره
وقلق الأم يزداد مع كبر البطن وما
ذا ستفعل وهي ربة عائلة فقيرة
حزمت أمرها وجرت منيرة للقابلة
وكانت عجوزا و في الأمر خبيره
وهناك فجرت المصيبة بنتك ياست
حامل وفي شهور مخاض أخيره
سقطت الأم مغشيا عليها وافيقت
فانهالت على منيره والبطن الكبيره
وخرجت تجرها بيدها كصغير عنز
من ضفائرهاوما كان لها أبدا جريره
واستدعت لها كل الأخوال والأعمام
ليرواماكان منهم في أمرالحمل خيره
قال أبو جهل العجوز الكبير بحبل
فاخنقوها هذا ما في عقلي أديره
وقال العم أبو لهب نعم الرأي و هذا
ماكنت عليك في الفاجرة سأشيره
وانقضابجهل عليهاخنقا حتى فاضت
الروح ونامت بعيون ليست قريره
ولم يجد البكاء أو التوسلات معهم
وماأجدى معهم بكاء الصغرى مشيره
والمجرمان ككلاب الشوارع يجوبان
وماأبطأافي الإجرام والغصب الوتيره
ياقانون الأوراق أين العدالة ؟تجزر
الانثى والجاني حر لايؤخذ بالجريره