ألـوان الربيع
حين تَهُبّ الريح سنختبىء، حين يكون الزلزال سنخرج للعلن، حينما يجلدنا الزمن بعصاه سنبكي مطولاً وقد (نسبّه ونلعنه)، وحين يأتي الفرح ننسى كُل شيء وكأن كل الذي حدث ما حدث وكأن كل الذي كان ما كان........
نحن منقسمون حتى مع أنفسنا
أنا أشبه شطيرة لحم تتقلب على مِقْلاة ساخنة وأنت أشبه بِدِيناصور يأكل عُشْبًا لا يشبع أبدأ وهي أشبه بشجرة ضربها الخريف في مقتل قد تزهر ربيعًا هذا إن أتت المطر وهدأت الريح
وهو أشبه بمخلوق فضائي لا يمت لنا بِصلة كل همه تدمير أرضنا
أنتم أشبه بقطعة حلوى في يد طفل، أنتم أشبه بقطعة لُبان أو عِلْكةً تلوكها عجوز هرمة لا أسنان لها ومصيرها البلع أو القذف وقد تلتصق في حذاء أحدهم
الكل يعرف بأن الربيع سيعودُ قريباً ولكن هل سيحافظ على جماله وتنسيق ألوانه وهل سنسمع حفيف أوراقه تعزف لحن جميل، آه تذكرت الربيع هنا له شكل اخر ولون اخر، الربيع هنا كطفل إسْتيقظَ مُرْتعِباً خائفاً مفزوعاً ليقص لوالده بأنه رأى امرأة دون رأس تمسك رأسها بيدها ذات عيون سوداء عميقة وأنياب طويلة وشعر مُجعد ولَطْخة على وجهها الشاحب، وأما عن ألوان الربيع هو لون واحد لا أكثر لونٌ أحمرَ قانٍ ولن أنسى رائحته هو مزيج من الروائح لا حصر ولا إسم لها ولكني أستطيع أن أصفها لك، رائحة أشبه بالإطارات المُحترقة مع رائحة الدمار والرُكام هو يشبه رائحة الزلزال إلا أن هذا أي الأخير أقل حدة ولا يستمر طويلاً أما ذاك يلتصق في أعماقنا ولا يخرج أبداً ونظل نستنشقه على الدوام وعلى مضضٍ ويشبه أيضًا رائحة الحرب والموت ولك أن تتخيل ذلك ولربما تعرفه أكثر مني.....
مطالبنا بسيطة، تقليم أظافر الزمن وحُقن للعقول المريضة وقلوب بيضاء ومِعْول هدم لا مَعاوِلُ بناء لنهدم صُروحكم الرديئة، مطالبنا مشروعة، بذور سعادة وتراب نظيف لم تدخل مساماته الدماء، سحابة مطر وقوس قزح وتفاؤل يعانق السماء وبعض من (لعب الأطفال) بدل من السيارات المُصفحة.......
مطالبنا ضمائر نظيفة وأخلاق حميدة أو دعوننا وشأننا نأكل العزلة، نمضغ الصمت ونجالس الوحدة وتنزف أقلامنا أوجاعًا على ورقة بيضاء........
#الحسين