اعتذار
محمد حسام الدين دويدري
_________________@
هل ترى لون الأصابع
موحلاً بين القواقع
هل سمعت لهيف من في الأرض يرتاد المواجع
بين قفرٍ وافتقارٍ واصطبارٍ
وانكفاء في المهاجع
هل عبرت على دروب الصمت أحلاماً
فأطربتَ المسامع
بانتظارٍ ليس يأتي
وهدوءٍ وسكونٍ ظلّه في قلب قانع
هل رأيتَ....؟
هل سمعتَ...؟
إنه أمر خطيرٌ
ظلّه في القلب واقع
فالتراب غدا حزيناً
نبضه يغزو المدامع
شوقه أضحى محاطاً
بالغرائز والدوافع
فيه من يسطو على
آمال من راموا المنافع
فيه من عاشوا سكارى
فيه من ماتوا انكسارا
فيه من باتوا حيارى
بين أصناف الجراد
وبين أنواع القوارض والخنافس والضفادع
فيه من أضحوا ذئاباً
فيه من صاروا يباباً
فيه من عانى مصاباً
بالصدى الزاهي المخادع
يحسب العزّ المصفّى بين أموالٍ جناها
من دماء الزاحفين على البطون
مستجيرين بعجزٍ بين ساحات الظنون
بين من خافوا افتراساً بالنواجذ والقواطع
وبين مقهور وجائع
فيه من بالحب يحلم
فيه من غالى المهور
محاصراً جيل الفرائس
بين تهجيرٍ وضائع
بين سلطان الغرائز...
والوساوس... والمَصارع
فيه من للعلم يصبو
فيه من مازال يحبو
كلّ مافيه موادع
باحثاً عن ظلّ غصنٍ آمنٍ بين الشوارع
* * *
آه يا وطني المحاط بجهلنا
كم أنت رائع
أرسلت فيك الغيوم سخاءها
تثري المنابع
مازلت تمنحنا الثمار
ونحن من تبع الأنا الحمقاء
إذ هدر البذار
إذ ترى بتنا على الأرض الجريحة تائهين
بلا اقتدار
نتسلق "الدولار" صبحاً
ثم يغمرنا الحصار
يزرع الآلام شوكاً في الظلال وفي النهار
كلّ ما فينا يصيح مردداً
من كلّ دار:
لابدّ أن نصحو لنمحو من مرابعك القفار
لابدّ من فرض الوجود
لابدّ من هدم الحدود
كي نقهر الآلام
نعلن للغد الآتي
عن الماضي اعتذار
............
18/11/2020