/بين الثريا والثرى/
عزفت على قيثارتي لحن الهوى
وملأتُ هذا الكون بالأنغام
كي أُسعِدَ العُشّاق وأزيدَ من أشواق
فالتفَّ حولي عاشقٌ ولهان
يبكي حبيبَتَه بحرقةِ الأشجان
فنظرتُ إليه نظرةَ الإشفاق
غيّرت لحني للذي قدشاق
ياويحه متيّمٌ مشتاق
فسألتُه مابالُ لحظِك العطشان
أتراها جفّت مُقلتاكَ في الأجفان
نادَى بِملءِ الصّوت إنني حزنان
غاب الحبيب وليس بالأحضان
قلتُ اجعل له عُذرا
فالغائب قد نجد له أعذار
أتراه مثلَك في لظىً من نار
متحرّق متشوق لا نعرفُ الأسرار
فأجاب والدّموع في قلبه أنهار
فالعين لم يبقَ لها مدرار
نعم هو الزمن الغدار
فحبيبي لاذنب له إنها الأعمار
قد وارى تحت الثرى هي الأقدار
وبقيت وحدي أجمع الأفكار
كيف الدّنا تقسو علي بالأحزان
فمَلِيكُ قلبي ماتَ في كتمان
كانت ورودَه الوجنتان
ذبُلت وأصبحت في صفرةالزعفران
لم ينتظر مني الوداع
ذهب في غفلة وضاع
لم يبقِ لي سوى الأوجاع
هيا اعزفني على وتري وزيدي في الأشجان
هذا حبيبي ألا يستحق منك حنان
جودي بلحنِك علَّها تسليني تِلكُم الألحان
وتزيد من دمعي فقبرُه عطشان
سأريق دمعي دماً في لحظة التَّحنان
وأزرعُها حُمرا شقائق النعمان
فمكثت أرقب ذلك الإنسان
أتراه في الدنيا تلاقي له مِثلان
أهو الوفاء موجودٌ لحد الآن
وخجلت من نفسي أتحسُدين
تلك التي ماتت وأنت ترقبين
خيانة الأحياء لا الأموات
فحبيبُك قد خانَك ياأجمل النساء
وانت ساكنة قبالتَه من الأحياء
آهٍ على زمنٍ بلا استحياء
بادية عباس