كان جلوسي لساعات في قاعة الانتظار عند الطبيب المتخصص، وقد مرَّ الوقت بصعوبة حتى أصابني إسهال لأنني كنت أنتظر رأي الطبيب بشغف وبخوف من حالتي، وأخيراً حان وقت الدخول لغرفةِ المعاينة فاستجمعت نفسي ودخلت ؛ جلست على الكرسي أمام الطبيب وسألني عن صحتي في الوقت الراهن وقدمت له بعض التحاليل التى طلبها مني إلى جانب قياساتٍ للضغط لمدة اسبوع كامل، نظر إليها ملياً ثم قال شيئاً جيداً عما كانت الحالة عليه في الزيارة الأولى له كنت على مشارف جلطة، طلب مني أن وقوم بفحص إيكو للقلب، كانت على ملامحي خوف شديد لما ستكون النتيجة بعد ذلك دام الفحص ساعة بجهاز الإيكو، كانت اللحظات تمر بثقل وكنت صامتة لا أتحرك، ولكن كان فكري يعمل كثيراً وكانت العديد من الأفكار والكلام يدوران في عقلي، كان من الحين إلى الآخر أسمع دقات قلبي يصدر من آلة الايكو كان صوتاً له صدى جميلاً ذكّرني عندما كنت أقوم بالإيكو عندما كنت حاملاً بابنتي كان نفسَ الصوت، كنت أسمعه وكأنه موسيقى سيمفونية جميلة تهيم بالعديد من الأشياء وتعيش عند تسمعها في عالم ورديّ بين دقات القلب التى يهتز ملئ الصدر في كل نفس تخرجه وبين جمال رنات تلك الدقات التى تعبّر على الحياة .
انتهى الكشف و طلب مني أن أجلس في المكتب، مرت بعض اللحظات ثم أخرج كل صور القلب وكنت أنظر له بشغف وأنتظر ما سيقوله وماذا ستكون النتيجة، قال لي : لا تخافي كل شيء بخير صمامات القلب جيدة والقلب ايضاً يعمل جيداً لم يتأثر بضغط الدم العالي، وطلب مني أن أتبع حميةً غذائية وأن ألتزم بالأدوية وأنا لا أفوت اي توقيت في الدواء وأن أبتعد عن كل الضغوطات، وأن أتابع قياس ضغطي من حين إلى آخر.
طال انتظار النتيجة ولكن ما سمعته من الطبيب أثلج صدري وآمنت أن الإنسان هو طبيب نفسه، ويجب أن يتبع فقط بعض الخطوات التى تصبح مع الوقت نمطاً لحياته ، ويمكن للإنسان في بعض الأحيان أن يكون مستهتراً لا يتبع حمية غذائية ولا بأي شي نشاط رياضي ويأخذ كل شيء على محمل الجد ولا يعطي نفسه فرصةً للترويح عن نفسه حتى بابتسامة ههه فكل شيء يغضبه، الإنسان لا يعرف متى تكون له آخر محطة، فلماذا نضيع وقتنا في الهراءات وفي الخصومات، لماذا لا نستغل كل دقيقة في التمتع بالحياة ونقبلها كما هي ونعيش اللحظة وكانها آخر مرة.
السعادة
مين يشتري. ومين يبيع.
السعادة أصبحت تباع على حافة الرصيف.
الكل ينادي. أنه مشتاق. بسمة على الوجوه تبعثر النكد. والغضب. وزعيق. وعياط.
على أتفه الأشياء.
نحلم بضحكة تخرج من الأعماق.
وترفع المعنويات.
الكل يشاهد التلفاز. وما يبثه كالحروب والاحزان.
ربيع قادم على الأبواب
نودع معه سنيناً من الأشجان
وننثر بسمات على المحيا والشفاه
بقلم نادية التومي