من ملفاتي ..
أَحبـَبـْتُـها
------------
لَولا أني أحببتكِ ماعَرفتُ أنَّ
العندليب .. يأسر إذا ما شدا
ولا أن للـورد الجوريي أريـجا
يـفـوح كـلمـا بـالـطل تـعـمـدا
وماعَرفتُ أنَّ صَدري حَديقةُ
عِـشقٍ قـديـمٍ يَـرويـها الـنَدىٰ
وَعَلىٰ قَـلبي الظّامـي تَـلأَلأَ
العِشقُ هائِماً علىٰ غَيرِ هَــدىٰ
وَفي عَينيكِ قَبَسٌ مِن حياةٍ
وَعلىٰ ثَغركِ الوردُ بالنورِ تَعمَدا
كُلّما أَطلتُ التَملِّي بكِ تَجري
الحروفُ بَينَ المَـدىٰ والمَـدىٰ
وتَعجزُ الكَلماتُ علىٰ مَذبـحٍ
للجمالِ فيـهِ الوَقـعٌ .. كالرَّدى كأيقونةٍ للحبِّ فـي مَـعـبد
صَـلَّىٰ لَـها بُـوذي . . وَسجـدا
في كل سانحة يقدم علىٰ
المذبح قربان كشعيـرة للهـدىٰ
ويتلو صلوات مبهمة الكلمات
يـردد حروفهـا مـكررا ومـرددا
وفي الأَحلامِ يَراودني طَيِْفُكِ
وأنـا الّـذّي لغَيركِ مامَـدَّ يَـدا
لا ولا في الأوهـام ماعَشقتُ
إلاّ كي والحُـبُّ عِندك ِ تَجَمَّـدا
ولَوْ أنّي فَكرتُ فـي الـحُبِّ
بَعدكِ لأحبَبْتُكِ أنتِ مُجـدَّدا
محي الدين الحريري