أواه كم عذبتني بالهوى ال هند
اعيت فؤادي وفي طبعها النكد
تمادت في العجب والخيلاء
وصارت أحاديث أهل البلد
كم كانت ممن يحفظ العهد
واحاديثها طيبة كطيب الشهد
وفي مثلها مشية النبلاء
تغيرت وصار في طبعها الحرد
كم دخيل لجأ خائف وملهوف
كانت ترحمه كالأم العطوف
حتى استحكم فيها السفهاء
وانقلبت ثم ثارت على كل الحروف
اضطهدت ضيوفها وعبست وتولت
وراحت تزلزل قلوبهم التي انتهكت
ولعنت حمية الدخلاء
فتجاهلت النخوة وعن العهد نكست
ضربت الأرواح وقتلت وجرحت
وبالهمز واللمز والقهر ابتليت
وما أهلكت إلا الضعفاء
فبغت في غيها وتمادت وطغت
لكل زمن رجال يحتذى بمواقفهم
في المجالس تعرفهم بأحاديثهم
حتى ابتلينا بالسفهاء
وصارت تتصدر بالقرار مجالسهم
تذكري يا هند أختك الشام
كم جمعتكم زهوة الأيام
دحرتم لعنة كل الأعداء
كنتم مثلا بالحب
ومن يحب لا يضام
انقلبت هند وهجرت الوفاء
لأختها الشام تناست الولاء
وانفردت تتخبط في ذاتها
حتى ابتليت وضرها البلاء .
بقلمي ابراهيم الشحاده أبو أحمد