تائه في الصحراء
مسافر ضل و تاه
في أرض فلاة
تلفت يمنة و يسرة
نادى الله يا الله
قد ضللت طريقي
أغثني يا رباه
أطرق التائه المغترب
مستسلما لخطاه
لا يدري أي مسار ترسم
أ يقوده لمناه
على حين غفلة
هبت عاصفة هوجاء
تحمل أثقال الماضي
ما يذكره و ما نساه
فبدا له جليا مكشوفا
كل ما عايشه و ما رآه
انعكاس ماض
على مرآة
مرغما نصب نفسه قاض
ليحكم ما إذا كان راض
أم سيختم بواأسفاه
شرع يفرز الأحداث و الصور
بمنتهى التركيز و الانتباه
هذه أيام كاللجين
كان فيها الليث و الشاه
نعم فيها بصفو الحياة
صفصافة ظللت دنياه
وهذه أيام غم و شجن
وكأن الحزن قد ناداه
طوقه وضمه لصدره
طفق يكتوي بلظاه
قائمة بمن آزره
من كان له سندا و آخاه
و قائمة بمن خذله
من أعرض عنه و عاداه
فترات طيش و زيغ
مال و اتبع هواه
منح إجازة للصواب
و قال مرحى باللامبالاة
و فترات جد و كدح
مجد العقل و أعلاه
بإصرار و حزم و جسارة
كل صعب تخطاه
و هدأت العاصفة
ولاح طريق النجاة
تلفت للخلف
بعينين
مغرورقتين
بالأسف و الصحوة و الابتهاج
قائلا شكرا لك يا فلاة
علمتني كيف أمشي بخطو
موزون في هذه الحياة
***بقلم أمينة المتوكي***