شدا العصفور
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شَدَا العُصفورُ مُبتهجاً
بأنفاسٍ وألوانِ
يُحَلّقُ في الفضا طَرِباً
ويُعلي شَدوَهُ الحاني
يُسَبِّحُ خالقَ الأكوان
في سِرٍّ وإعلانِ
يَمُدُّ جناحه للشَمسِ
يزهو قاصياً داني
ليُعلنَ أنَّه حُرٌ
بلا شَكّ وبُرهان
ويدعو الله أن يحميهِ
من أَشراكِ قُرصانِ
وأن يهدي الورى للسلم
في تسكاب أزمانِ
ويمحو الظلمَ والتشريدَ
يُقوِي سطوة الجاني
فلا يُغتالُ إنسانٌ
ولا يُنأى بإنسانِ
* * *
عَجِبتُ لهذه الأطيار
تشدو لحنها الهاني
فلا الأحزانً تُسكِتُها
ولا ترنيمُ فنان
تراها مع خيوطِ الفجر
تهجرُ عُشَّها الواني
لتَسعى في سبيل الرزق
سَعيَ المُخْلِصِ العاني
إذا شاءت تَحُطُّ على
الثرى في أرض بُستان
فتقفز فوقها نشوى
بآمال وتَحنان
وتملأ قلبَها بالحُبِّ
في بِرّ وإِحسان
لتكتبَ سِيرة الأطيار
في سلمٍ وإيمانِ
وإنْ شاءت مَضَتْ تزهو
بأوراقٍ وأغصانِ
وغنت للزهور وللثمار ولونها القاني
وفي ترجيعها حَمْدٌ
لربٍ منعمٍ باني
فإن رامت مَتُونَ الريح
أَعلَتْ رأسَها الفاني
وصاحت: "يا إله الكونِ
هذا دربي الثاني
فيا من أنتَ تحفظني
ويا من أنتَ ترعاني
قني شرّ السهام ولا
تُذِقْنِي قَهْرَ سَجَّانِ"
الخميس، 10 كانون الأول، 2009
من مجموعة: حربشات على جدار الزمن