إلى كل معلّم ومعلّمة أهديهم العرفان والشكر:
ثلاثون عاما
ثلاثون عاما ونيفا
بين الأقسام والدّرس
بين النحو والصرف
في الأدب والتحليل
والمطالعة والأفكار
ثلاثون عاما ونيفا
بين الفكرة الرئيسة
والأفكار الجزئية
والتمهيد والتوطئة
بين القرّ والرمضاء
ثلاثون عاما ونيفا
بين الجدران واللوح
بين الدفتر والكرّاس
أكتب وأمحو مرات
والقلم يئن كتابة
والتلميذ يتدرّج
وأنا باق في الصف
أبدعت في القواعد
رغما عني وإلزاما
داومت القراءة
فأصبحت صحفيا
وبصوت جهوري
بين البيت والمدرسة
ألفت الذهاب والإياب
في يدي عجراء من سلم
أحث بها الهمم
هل أنا حادي
ولكني لم أغنّي
عرّفت بالكتب والكتّاب
من مشرقها الى مغربها
أنقد مرة وأثني مرات
على عصارة وزبده الفكر
أسلّم النقط مادحا وراجيا
للعلم وهبت نفسي مرغما
أنافس الكل في التوضيح
حتى أصبحت مقصدا للمبهم
لم أركن ولن أستكين لحظة
بالعلم شققت طرقا
واحترقت لأنير سبلا
أداوي ولست الطبيب
وأذود ولم أكن جنديا
وأحن ولن أكون أما
وأرأف ولست والدا
أثني وأشكر عارفا
وأعنّف وأمنّي غافلا
بين المطرقة والسندان
أصول وأجول طوّافا
وأحمد الله على النعم
وأسأل القادر رحمة
أجزاء الإحسان إحسان
أم أنها ومضة وذهبت
نظرت إلى نفسي في المرآة
فهالني ما رأيت منها
أشيب غزا الرأس ولم أعلم
أم أن الأيام تسارعت
فيارب أكتب لي بكل حرف
علّمته أجرا وإحسانا عندك
وأعتقني من الوهج أبدا
ال حمزة حمادي أحمد الجزائر