طوق الظلام
غابت و غاب الوقت من لحظاتي
و كأنني عدم أعيش حياتي
هذا نفير الوجد أرهق خاطري
بمكدس الأحزان في عبراتي
جرت على خد الأسى وتشعبت
حمم بروحي من سواد جهاتي
و بظل مستترالجوىليل الهوى
بغيابها متبتل الصلواتي
بها ترهب طرفه متلمس
بعض العبور لقادم الخطواتي
مستغرق الفكر المشتت حاله
حال المقيم بموحش الظلماتي
متأمل منها بصيص ضيائها
يطل من أفق المنى بمناتي
بلغ التعطش مبلغ فتيبست
أنساج كل رطوبة بشفاتي
و تكفنت ببياضها لون الظما
على تصحر حالها بسماتي
يا كل هم هل تبقى قادم
للهم يقبل حامل مأساتي
أنا مرهق ضوئي فتيل غائر
في ليلة ظلماء لا نجماتي
أنا تائه في كل درب فادح
ألمي عظيم متلف النبضاتي
متقطع حتى رنين مشاعري
و كأنه لي قادم بمماتي
أنا غائم كلي و كلي عالم
للحزن يملأ دمعه جنباتي
يا كل منتظر على شط المنى
تعبت مطامح روحها غاياتي
هلكت على لوحات عمري ريشة
و تكسرت ألوانها صفحاتي
قلمي عناء بالشقاء مداده
شلال دمع دافق الآهاتي
حتى الحروف ذبيحة بسطورها
من الوريد إلى الوريد بذاتي
نزحت مروج تبسمي لقفارها
و تساقطت بخريفها كلماتي
ما عدت أعلم أولي من آخري
كلي متاهات بكل سماتي
هل مثل مثلي بالحياة حياته
له تأمــل خاطـر بنجاتي
طوق الظلام إحاط بي و تدثرت
روحي رماد مشاعر الجمراتي
متلحف أمل البقاء بعالم
شتوي أجواء ذهاب آتي
متساقط في كل منتشر به
متواجد في هيكل لرفاتي
لم يبقى مني غير بعض تواجد
على وقوف لا يعين ثباتي
و كأن أوقاتي على متوقع
لمودع حي ببعض فتاتي
ظلت تلوح بالوداع بزحفها
من كف منهزم الشعور نواتي
و تطل من حدقات مغرب حوله
شفق كئيب ملامح بحياتي
أنا لست أدري هل غدا سيزورني
أم لا يصافح وقته لمساتي
أنا لا أرى إلا بقاء كلا بقاء
في كل منتظر الأسى اشتاتي
حتى بصيص النور فارق ظله
ظلي تلاشى من صدى وقفاتي
لا شئ ظل سوى قطار قادم
عليه أحمل يائس النظراتي
و به أغادر في رحيل ما له
مني إياب يا غدي لا آتي
بقلم
أحمد الشرفي