السبت، 20 مايو 2023

Hiamemaloha

ق.ق حكاية سحاب للشاعر لطفي الستي

 القصة القصيرة 

((حكاية سحاب ...))

              لطفي الستي/ تونس 

جلس على مقعد في إحدى الحدائق العمومية بعد أن أنهكه السير و طرق الأبواب طلبا لشغل بات نادرا ...

تأمل السماء و راح يتابع السحب المتلاحقة بأشكالها و أحجامها المختلفة ...أشكال و أحجام توحي بألف مشهد و حكاية ...دقق النظر و أطلق العنان لخياله...لحدسه...لمشاعره ...

أليس هذا دبا ....دبا قطبيا ...؟وذاك أليس فيلا إفريقيا ضخما...؟و ذاك أليس طفلا يلاحق أترابه ...؟

انظر هذه ...أليست فتاة ...جميلة ...ذات قوام ممشوق وشعر منسدل على كتفيها ... ؟انظر فستانها الأبيض الفضفاض ...أتكون عروسا أم مجرد مخلوق سماوي سحابي ...؟إنها تبتسم ...تشير بيديها ...تدعوني إليها ...

توقف في مكانه و قد شدت عيناه إلى الأعلى و بات معلقا بين جاذبية الأرض و جاذبية السماء ...يخاطب جميلته بما لا يفهم و لا تفهم ...يغازلها بأعذب الكلمات و الألفاظ تارة في سره وطورا جهرة إلى أن تجمع حوله الناس و حاولوا فهمه ظانين أنه مخبول ولكنه نظر إليهم فهالته حيرتهم و استغرابهم مخاطبا:

أرأيتم هذه الفاتنة...؟   إنها تدعوني ...فهل ألتحق بها....؟

اشرأبت الأعناق وتداخلت الأصوات :

فعلا ...إنها ملكة ...أليست تلك عربتها بخيولها ...؟قد تكون أميرة أحد الممالك البعيدة ...أتكون كائنا فضائيا...؟أهي غزوة الكائنات الغريبة للأرض ...؟ انظروا أليست محاطة بحيوانات أليفة ...بل متوحشة ...بل بجنود مدججين بسيوف و رماح ...بل بخدم و حاشية ...؟

ارتفعت الأصوات و اختلفت و تشعبت و تباينت الصور و التأويلات...اشتد الزحام و تعطلت حركة المرور و باتت الأعناق مشدودة إلى السماء و الأفواه تنطق بما تهوى و ما لا تهوى ...بمنطق و لا منطق ...اختلطت الحقيقة بالخيال و طالت لعبة الجنون ...

تفطن الرجل إلى ما آل إليه حال الناس ...إلى هذه البلبلة...وخشي أن يكون سببا في بلوتهم فتسلل من بينهم لا ينظر إلا إلى موضع قدميه...ابتعد ...جرى ولم يتوقف إلا بعد خلو المكان من حوله ...

نظر ثانية للسماء ثم صاح ثانية :

إنه الملك ...لا بد أنه الملك ...

سيدي ...إنني هنا ... هنا ...على الأرض ...ألست أنت ملكا ...؟ ألست أنت حاكما...؟ أريد شغلا لا غير ...أكان هنا على الأرض أم في مملكتك...فقط أريد أن أعيش كريما ...

          بقلمي: لطفي الستي/ تونس 

                   12/05/2023

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :