مرفئ الأشواق
على مرفئ الأشواق ترسوا مشاعري
بليل سهاد دامس الوقت عسعس
و لا صبح من آفاقه طل مشرق
ولا بشذى الأنسام أبدى تنفس
كأن هزيع الليل في كل غاية
توزع بي هم و غم بمجلس
أركب من همي على الثغر بسمة
و حالي من الأعماق بالشوق يعيش
و طلات وجه كالمرايا حضوره
به طيف من أهوى لوجدي تحمس
أرى طيفها حولي بوجه تلألئت
خدود بها للورد بالحسن ملبس
و در ثنايا الثغر براق جوهر
لها لمع براق من الماس أنفس
تلوح بأنظاري على كل فتنة
يشع أنيق الدل كالصبح مشمس
دلال نساء الكون قطر ببحرها
لكل جمال الكون بالسعر تبخس
فلا ثمن يبقى لديها لغيرها
و لا قيمة أو قدر للغير يقبس
و تمشي على وزن و إيقاع روعة
صداه موسيقى بالمسامع يجرس
وموطئ أقدام. لها إن مشت به
تقبله روحي و لي فيه مجلس
و مشي كطاووس على سير عزة
و. ما ذاك كبر أو غرور تغطرس
فذاك مسير الحسن في واثق الخطى
تهادى كما الأمواج بشطئان نورس
حبيبة قلبي تلك في كل ساحر
لها من فتون الحسن عرش مؤسس
يذوب بها عشقي ويشقى صبابة
و يشكر نار الشوق نبض و هاجس
أنا في ذهولي قط فيها و لي بها
غرام محال قل جهد مكرس
شعوري عظيم فاض بالوقت سيله
دفوق بإحساس أنيق التحسس
مداري مدار العشق فيها كأنجم
أطوف نهار ليل ما بي تقاعس
و لست أبالي لي هالك بعشقها
و لو لي بها شتى المنايا تلامس
بقلم
أحمد الشرفي