فَرَاشة بَيْضاء
أنا مُواطِن
أحلامي كأحلام
فراشةً بيضاء
تَرشُّفُ الندى
من زهرة
تَصنع شَرْنقة
على غُصْن
شجرة البَان
أنا إنسان
أحلامي بسيطة
لا تتعدى أصابعُ
اليَدِ الواحدة
أجوب مسافات
الـشَّـوق
شرقًا وغربًا
لا يسألني أحد
من أين أنت
من أين أتيت
هل كنتَ مع
أو ضد
شِعارك مُخطط
أو رايةً خضراء
أريد أن أعيش
في سـلام
أمارس هِوايتي
بإنتظام
أكتب الأدب
الشِّعرُ المنثور
قِصص الحُب
والغرام
أفتح تِلْفَازي
أتابع برنامجي
المُفضّل
كُرَة القَدَم
الرُسوم المُتحركة
السنافر وعالم
الأقـزام
مُبتعدًا عن تِلك
الأخبار الكاذبة
التحاليل والحقائق
الزائِفَة
والعواجل التى
تأتي دومًا بِخطوط
حمراء
وأن السودان
أصبح في خبر كان
اليمن السعيد
باتَ حزينًا
القُدْس صارَ
قَابَ قوسينِ أو أدْنى
كَسَاد دُورُ الطِّباعةِ
في لُبْنان
سوريا الياسمين
لم تعد تنعم
بدفءٍ وازْدِهار
وبلادي غارقة
في مُسْتنقع
الجَهْل المُركَّب
شَبَحُ الحرْب
والإنقسام
أنا مُواطِن بسيط
لا أتبع حِزب
أو تنظيم
أو تخطيط
ولستُ سِمْسارًا
أو وسيط
كانت لدي أُمْنِيَّة
شقَّ عُبابَ البحر
والمحيط
أجْتاز سَبْعة بِحار
وأرحل بعيدًا
إلا أن الأماني
ذات صوتٍ مُتردِّد
الأحلام تتغيّر
وتتجدَّد
فقررت أن أبقى
في وطني
أعاتب نفسي
أشكي صمتي لصمتي
فصار كُل همي
أن أكتب وجعي
أوجاع غيريّ
وكل من حولي
على ورقـة بيضاء
🖊الحسين صبري