لا شيء
في رحلة عودته من الاشيء
رست سفينته في ميناء الأحلام
رأها تجلس وحيدة
يعانق دخان سيجارها الأزرق بخار قهوتها الباردة
ويداها من البرد ترتعشان
جلس أمامها
احتضن كفيها
عاد الدفء من بئر الخوف حين شعرت بالأمان
قال من أنتِ
قالت أنا لا شيء
أنا قصيدة حرة هاربة من الختان
أنا ليلة حالكة الظلام
سألها
منذ متى وأنت تجلسين هنا
أجابت
منذ أول ارتعاشة لنهد مرآتي
وبعثرة أنوثتي على مرايا الأيام
سألها
متى تأتي سفينتك؟
أجابت
حين تلد قصيدتي أغنية حرة تراقصها الألحان
حين يأتي هذا العاشق الذي يرمم محراب الحب في قلبي
يفتح قلعتي
يجلدني من الخلف ومن الأمام
سألها ألك قلعة
أجابت نعم
وقلعتي أسوارها عالية
صخرة من الثلج تصلي للعشق وصخرة من النار وقعت في فخاخ رجال لم يبلغوا حُلم الصبيان
تأذيت كثيرا
لذا جئت وجلست في ميناء الأحلام
سألته
من أنت ولم أتيت
قال عابر سبيلا
كقطعة ثلج في كأس الانوثة سريعة الذوبان
أتيت أفتش عن الحب
جبت بحارا يا سيدتي ليس لها شطآن
كمْ مرة بت عريانا أسعى بين الأمواج
أروي فيها عطش الحرمان
كمْ امرأة عشقت
كمْ امرأة فيها غرقت
وفي آخر الطريق رأيتني أطارد طيف الأوهام
مثلك أنا
تأذيت كثيرا
لذا جئت وجلست في ميناء الأحلام
عبادة محي الدين