نصف طريق
سألته ماذا تريد
فأجاب نصف طريق
فنصفي الآخر قد احترق
قالت نحن لا نبيع الوحدة
كل من يأتي يا سيدي
هاربون من بين فكي الليل
نوقد لهم الشموع الكاذبة تحت المطر
على خدود خيامنا الملتهبة
خذ كأسا واشرب
بعد قليل ستشرب والكأس فارغ
ستنسي كل الطريق
وتنسي ظل العراء وتنسى السفر
خد كأس واشرب
فكل الذين اصطفوا هناك يحقدون عليك
يسألون كيف حملته قدماه بعد الغرق
قال لها
دعيني انظر في عينيك
قالت لا... لا تنظر في عيوني ثانية
فما تركت مريدي وأتيت إليك
إلا أنني وقعت في هذا الشرك
سأرقص لك وحدك اليوم
سأخلي ساحة صدري
واغرس بين شفتيك بذور الحبق
يا سيدي
لن أبيعك الوحدة باحتراق الشبق
لا أعرف كيف صحراؤك فرطت بك
لو كنت أنا صحراؤك
لم رأيت سرابا يسري في عروقي
وما رأيت سهمك إلا وفي كل أقواسي قد علق
ياسيد الصحراء
ليست كل امرأة صحراء تدثر الشمس
ولا كل امرأة قمر
إذا جن الليل من العشق انفلق
الصدفة وحدها جعلتني أرقص على ألحان قصائدك
كنت أفتش عن عشتار للهوى
يعلم النار كيف تغتصب الحطب
وجدتك في طريقي
تحتطب من غابة الحروف
حرف يثمل وحرف يحرق
ولا أدري في أي قصيدة جعلتني أحبو عارية
يتساءل الصمت فينا
من منا غوى
من منا سرق
عباده محي