السبت، 5 أغسطس 2023

Hiamemaloha

أما آن للحرب أن تهد للشاعر عبد الستار الخديمي

 **أما آن للحرب أن تهدأ**


أنا عمود عطر يتبخّر كلما لامس مسامّ الورد الشرقيّ

فلا تلمني إن استنزفتُ شوقك المخزّن في جرار المطر

ولا تلمني إن احتفلت رقصا في مقابر الشهداء 

 فأنا كما تعلم أعشق الرقص والغناء

أشاهد الصخر يتحرّك

يرسم خرائط من الطلاسم على جسد امراة منسية 

والحصيّات الصغيرات يتبعن حوافر الخيل 

يقودهن الركض إلى أهداب عينيك

عيناك مغمضتان لا تريان النور في صدري 

عيناك لوحتان بلا ألوان 

كتابتان مبهمتان غريبتان عني 

لماذا تدعوني من تحت لحد

لأسكن معك قبرا؟

زُرعت بين جنبيّ حقول من عنبر

يسكنها فراش آت من تحت الظلال 

الشوق شوقي 

وقصائد عشقي شلاّل 

همستْ في أذني حين تعانقنا تحت زيتونة بالية 

شقوقها غائرة كالوشوم تروي حكاية 

قلت:

أراك تتبخّر في شفتيّ

وراودني حينئذ حلم شهرزاد 

ذات اللغة والمداد 

أريد أن أسكن زوايا حقولك 

وازرع الزعتر في خياشيمك 

وأدفئك بلحظي لتنام كالطفل بين هدبيّ

وآخذك في سفر على جناح غيمة بيضاء 

وأفرغ في جوفك جرار المطر 

ألا تدري بأنني انعكاس لنائلة؟

حينما صنعت حربا على القداسة مع أساف؟

نحن نصنع القداسة 

ونؤمّ محاريب الطهر والقداسة 

اجبتها مختنقا بعبرة:

أحيانا اتعب...

اعلّق أماني الوردية على شجرة البخت .. وانتظر

قاطرة هاربة دون قطار  تلوّح من بعيد

على متنها سارق أحلام ومناديل عشق قديمة 

ترفض الوقوف إلا في محطتي ولكنني مزدحم 

لا محطات ولا مرافئ 

لقد اعتمرتِ كل أمكنتي وتركتني واقفا كعمود الكهرباء 

أنير دربك كالظل الذي لا يستقيم

أما آن للحرب أن تهدأ؟


بقلمي: عبدالستار الخديمي -تونس

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :