بينَ عِشْقَيْنِ
كُنْتُ نِسرًا في الأعالي خالِيا
كُنْتُ نجْمًا في الّليالي عالِيا
كُنتُ حُرًا لا أُبالي بالْهوى
كُنْتُ حتى عنْ وِصالي سالِيا
فأَنا حيْثُ أولي نظْرَتي
لا أرى إلّا أسىً يا حسْرتي
فبلادُ الْعُرْبِ ما عادتْ لهمْ
عُرِضَتْ للبيْعِ أوْ للْأُجْرَةِ
والْهوى وَيْحَ قلبي قد مضى
مِثْلُهُ الإحساسُ يا ويْلي انْقَضى
فالْهوى قدْ صارَ أيْضًا سِلْعَةً
لا وفاءٌ واكْتِفاءُ بالرِضا
وَغدتْ أوطانُ عُرْبٍ ملْعبا
وغدا الذُلُّ لِغَرْبٍ مذْهبا
والهوى أمسى وأضحى مُتْعَةً
لمْ يَعُدْ حُبُّكَ قيْسٌ مَطْلَبا
ومضى الْعُمْرُ وقلبي موْطِني
حيثُ أحيا هانئًا في مأمَني
لا جوىً ينْتابُ قلبي أو أسىً
بلْ نعيمي في حياتي مسكَني
لمْ أَكُنْ أعلَمُ أَنّي في الغَدِ
سوفَ أَهْوي في نعيمٍ مُزْبِدِ
لمْ أَكُنْ حتى عليمًا بالْهوى
وَإِذا ضِعْتُ تُرى مَنْ مُرْشِدي
وَبنو يَعْرُبَ هلْ همْ إخْوَتي
كيفَ إنْ كانوا عديمي الصّحوةِ
إنَّهمْ صمٌّ وَبُكْمٌ مثْلُ مَنْ
خِلْتُها حينَ الْتَقيْنا صِنْوَتي
يا إلهي كيفَ لي أنْ أهْتَدي
وَشُعوبي تحتفي بالْمعْتَدي
كيفَ لي في ظلِّ حُبٍّ جاحِدٍ
أنْ أرى الْحُبَّ كريمَ المَوْرِدِ
وَسْطَ عِشْقينِ فؤادي ينزِفُ
عِشقِ أعرابٍ ولا مَنْ يُسْعِفُ
وَهوى أيْقونةٍ لا ترْحَمُ
وأنا مِنْ سيلِ نَزْفي أَرْجِفُ
يا لِروحي مِن خطايا أُمَّتي
للأعادي ما بِنا مِنْ نعْمةِ
يا لِقلبي مِن حبيبي الغافِلِ
كلُّ يومٍ في أسىً أوْ أزْمَةِ
وإذا جُنَّ وأضحى يعْشَقُ
في اشْتياقٍ سوفَ حتْمًا يغْرقُ
فحبيبي مثلُ قومي مُحْبِطٌ
مِثْلُهمْ أحلامُ قلبي يسْحقُ
أَلِأَنّي صادِقٌ لا أنْحَني
وأمامَ ظالِمٍ لا أنْثَني
صِرْتُ مدحورًا ومذمومَ الرُؤى
بينما الخائِنُ مِنا يغْتني
وحبيبي ويحَ قلبي يَهْجُرُ
وأنا رُغْمَ حنيني أصْبِرُ
رُبّما أعْرِفُ يومًا ما نوى
ولِماذا ويحَ قلبي يَمْكُرُ
ليْتَكُمْ تُصْغونَ حتى تفْهموا
سِرَّ أوجاعي صُداعي واعْلموا
صاحِبُ القلْبِ الكريمِ الطاهِرِ
عِندَنا يا ويْلتي قدْ يُعْدَمُ
يا بني يَعْرُبَ إنّي أسألُ
يا تُرى ماذا بِوضْعي أفْعَلُ
رُبَّما تُسْعِدُكُمْ أَحْوالُنا
رُبَّما أُسْعِدُكُمْ لوْ أُقْتَلُ
د. أسامه مصاروه