الأربعاء، 23 أغسطس 2023

Hiamemaloha

ويمضي باحثا عن نفسه للشاعر عبد الستار الخديمي

 **ويمضي باحثا عن نفسه**


ويمضي ..

ملوّحا بيدين من قشّ 

يخاف الاشتياق 

يخاف إذا ما تمادى من الاحتراق 

يبحث عن ظلّ انكفأ عند زيتونة شاخت 

تمتدّ جذورها في عمق الأرض تدكّ متاريس الحرب

الحرب شنيعة شناعة القتل في بدايات الخلق 

والغراب "نذير الشؤم"  يداري سوءة الغدر 

والزيتونة شاهدة قبرٍ لأعتى جبابرة الأرض

ويمضي...

باحثا عن زهرة تطرّز حقوله البائرة 

ورسائله فقدت عناوينها وبدت واجمة حائرة

وحبيبته تاهت هي الأخرى 

وانحبست في غقدة المنشار 

مل ما يقال ليس سوى شعار 

عليك أن تزرع الحصى 

لينبت زهرا في عيون الغرباء 

عليك إطالة المدى لتصل إليّ .. فلا خيار 

ويمضي ...

حاملا جريرة الصعلكة 

حيث كان ثائرا في وجه الدنيا 

لم يفهم حينها أن عقد الياسمين لا يفي بالغرض 

عذريّة الحب افتُضّت على قارعة الدولار 

والأبراج التي تناطح السماء 

وحذق الكذب والافتراء

ويمضي...

حاملا إحدى ساقيه التي عجزت عن الخطو

ينطّ بتوازن كفراشة مذعورة تبحث عن شفاه محترقة

فقدتها عند زهرة متنمّرة

أجهده المسير في دروب لا يعرفها

فقرّر أن يحتضن عمود الكهرباء 

لأن طباعه تسوء كلما حلّ المساء 

ويمضي.. 

باحثا عن لوحة الموناليزا في السوبرمارك

بجانب علب الحليب ودمى الأطفال

كل شيء أضحى مباحا للبيع على الرفوف.. 

حتى الفنّ .. والضمير ... والأدهى والأمر يعرض الشرف للبيع

ويعرض الوطن في مزاد النخاسة 

ما أحوجنا لنمحو هذه السخافة

ويمضي ... 

وزاده دفتر بال وقلم رصاص 

يريد خوض حرب جديدة دون إطلاق الرصاص 

يريد أن يزرع الإسفلت الساخن زنابق سود 

فتنمو حدائقه الخلفية في العدم

عبثا تمضي دون رفيق 

عبثا تمضي وقد سجنت الحلم في قعر قارورة 

وألقيت بالقارورة في اليمّ

فمن منا لا يزال في الزمن يهتمّ؟


بقلم: عبد الستار الخديمي -تونس

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :