نظرات في مساحات الزمن
محمد حسام الدين دويدري
____________
وجلست أرقب في نُسَيمات السَحَرْ==شدو العصافير لحبّات المطرْ
تدعو لمن يلقي إليها حبّةً==أو كسرةً تقتاتها بين الحفر
كي تختفي عن حاسد يغشى الطوى==يحيا هجير الفقر في قفرٍ أمرّ
وتقول يارحمن أيقظ أمّةً==كانت تغيث من استجار أو افتقر
إذ تنثر الحَبّ لتغني طيرها==عن جوع إملاقٍ وعن جهد السفر
فغدت تعيش الضنك والقهر فلا==تقوى على حرث ولا تجني الثمر
يجتاحها الأغراب في سطو وفي==هدم لما يبغون من ماض أغر
فغدا بنوها يربطون بطونهم==ونساؤهم نامت على طهي الحجر
إذ أسرف الجوع يعضّ صغارهم==وشيوخهم صاروا إلى ظلم القدر
يشكون هجر شبابهم حتى غدت==أنفاسهم بين التباعد والصور
والحزن يعتصر القلوب بقسوة==تُجري المدامع بين أنياب الضجر
حيث القلوب تصيح رباه اكفنا==همّ التجافي والغلاء وما استتر
فالأرض تغدق خيرها وغلالها==في عدل من صدق التوكّل واعتبر
ماعاد فينا من يُغيث قلوبنا==فلا أبو بكر ولا حتى عمر
الصدق أمسى تائهاً بين الورى==والحقّ ضاع وقد تداعى وانتثر
فمكاسب الساعين صارت لُجّةً==في بركةٍ قد خالطت رجس البشر
فتكاثر الخبث يصارع عيشنا==ليصيب قوت الناس ويفتّ الحجر
يا أمتي عودي إلى ركب التقى==وتمسّكي بحبال ربّ قد غفر
فتوضّئي بالنور واسعي للتقى==واسترجعي بالعلم آيات الظَفَر
علّ الصلاح يغيثنا من لوثةٍ==باتت تطيح بمن تسامح أوغدر
............
٢٩ / ٨ / ٢٠٢٠