الخريف
محمد أبورزق
ويحي والخريف أتاني
أسقط أوراقي عرّى أغصاني
ووقف يضحك شامتا
من هامتي الجرداء
قال أنا آخر فصولك
جئت أعلن عن ذبولك
عن وهن بقرتك العجفاء
الآن لا تستطيع المقاومة
إيّاك أن تطمع في المساومة
أنا ليست لي دعابة الصيف
ولست طيبا كالربيع
ولا حنونا كالشتاء
ويحه ما أقساه الخريف
وسوطه يجلد جسدي النحيف
أخرجني إلى رصيف الحياة
أوقفني على حافة المأساة
وأنا أنظر صاغرا صامتا
أين شموخي أين راح الكبرياء
حلّ الخريف بربعي فأرعد وزمجر
وقد خلت الديار وتفرّق المعسكر
عشش في عظامي فباض وصفّر
عاث في أوصالي فسادا كما يشاء
ذبلت زهور حقلي المريع
مات فجري وطال الهزيع
سقط جدار مقاومتي المنيع
وها أنذا أعزل مرمي في العراء
تبّا لحياة نهايتها خريف
يمضي فيها العمر ضحية التسويف
نجري وراء كل تافه وسخيف
لله وحده الدوام وله البقاء