الحرب الملعونة
أي حزن اعتلى ملامحك يا ريم؟
و أي فرح غادرك مبكرا بلا استئذان يا طفلتي الصغيرة ؟
أي وأد لبريق عينيك يا صغيرتي ؟
متى تحط الحروب أوزارها بين راحتيك .؟
متى يلج الليل نهارا ..تبصرين فيه قوس قزح في دروبك المتعرجة ..و تأوي إليك بلابل نيسان متى .. ؟
لا زلت أوقد سراجي من فتيل عينيك الصاخبة الرافضة ..و أحث خطاي أنك على الضفة الأخرى ..و أنك تنتظريني بفارغ صبرك الذي لم يعرف النفاذ يوما ..
و أنا أحمل لك في جعبتي لوزا ..و تين... و رباطة شعر ..تعانق شعرك الأسود المفتول ..
أين نمضي يا صغيرتي ..و أحلامنا ترجلت على قمم التلال تئن بلا صدى .. ؟
أين بيتنا الصغير ..على ضفة الوداي . .. و بئرا حُفِرَ بمعول العزم و عرق القوة ؟
فيه شجرة السنديان .. و أرجوحتك المعلقة على أغصانها ..و انتثار ضحكاتك ظهرا ..
أين بيادر طفنا بها ضحى .؟..
و خرير جدول عانق أرواحنا مرارا ..لأننا من صلبه لأننا من مائه من أقحوان ضفافه ..
أين الحياة نفتكِ ؟
بكل جبروتها رمت أنفاسك بعيدا عني .
و أبعدتكِ ..
أين أجدك الآن يا صغيرتي؟
أين أبحث عنكِ ؟
و كل ما حولي ركام !
و كيف يلتم شملنا ..بعد هذا التشتت و الاندثار ؟
أين أعانق رائحتك ..
لو مرة . ؟
لو لحظة ..؟
في أي المحطات ألتقي عينيك ِ ...؟
لأسكب في ظلها حب عرائش العنب ..
لأغرد في بوحها
و أسافر على متنها ..
ماذا فعلت في غيابي ..؟
و أي حزن سكن قلبك الصغير يا صغيرتي في غيابي ؟ .
فاديا الصالح