من رحم الحنظل للشاعر محمد ضياء رميدة

 من رحم الحنظل

_________________

في الهُناك..

خرير أُوَارٍ صَريخ..

بين مضارب الحتف، يموج..

-نيام- يرقصون "اللاّشعور"،

قَصِيًّا، على نغمٍ يُماطِل..

أموات يجترون العدم..

يُغشُونَ عيون الطين عن زيتون الجوهر..

قَرٌّ في زقاق الصمامات..

تتسربل به الإنسانية المطأطأة،

أكثر من سبعين "خريبا"..

.

أوراق دمعٍ تتساقط..

تَقرِضُ نوتات الحزن..

حيث "أيرون-مان" الزمن هش..

والمكان، ممومياء متقرفصة...

هل تراني أيها الهُناك الدميع..!

أنا تلك الدمعة

الراسية بين راحتيك..

أنت -هنا- ترقد في الشرايين

شريدا..

بلا نحن...!

أنت بـ"أنا" لا غير..

بخالص ألوان الله،

أصبغ الغبار

عتاد هِزَبرٍ رفيع..

.

في الهُناك..

يصهل الإسفلت بحنجرة الإله،

غضبُ الهزيع الأخير..

لوحة يُنَمِقُها الرصاص..

ها هنا..!

على صهوة الأمل،

أزرع "راءً" وَسطَ الحب.. 

أذيّل "النصّ" بتوأمها..

أسري بنضالات الحرف إلى رحيق الماوراء..

أُقشِّرُ طَفحَ الغَصبِ عن النهد الأقدس..

في الهُناك المتربع داخلنا،

ثمل بدماء التربة، أنا..

مؤكسج بدموع الطين..

أنا الهُناك.. 

بشهقة الجذور،

أدحرج البسالة..

أعلقها على القلوب...

تتجلى ولادةً

من رحم -الحنظل-

نوحا جديدا...!

محمد ضياء رميدة

أكتوبر 2023