نص بعنوان / أوراق تشرين
حل تشرين
نسمات رياح و أنين
أنين فراق الأوراق للأغصان
تغيرت الأجواء
تقلب في سرعة النبضات
غيوم سوداء
أظلمت الحياة
أين ضاعت صفرة الممرات
الفيافي المزركشة
و عطر اللقاء
أولى القطرات
فجأة من بعيد
هل كانت عصافير
لا بل جمرات الموت
تشرين
خريفك هذا العام
برائحة الموت
دخان و غبار
دمار و تشرد عن الديار
سقطت قذائف
بدلا من أوراق الأشجار
أخذت أرواح الأبرياء
لم تفرق بين طفل
و لا شيخ
و لا إمرأة
و لا عجوز
حتى الطيور
و الحيوانات
لم تسلم من إبادة
تصفية كل الكائنات
لك الله يا غزة
قلوبنا انفطرت
القصف هناك
و الوجع هنا
ما عادت تكفينا الدموع
و لا العزاء
يطفئ جمرة الفراق
لك الله يا غزة العزة
يا أبطالا فوق العادة
صراخ شق صدر الصمت
أظهر أنياب الذئب
سقط قناع الحمل الوديع
ذاك الذي كان
يهتف في منابر الإعلام
بحقوق الإنسانية والإنسان
بحسن الجوار و تسامح الأديان
أمام مرآى و مسمع كل القنوات
أشلاء الأبرياء
تناثرت في كل الأرجاء
ضرب بعرض الحائط لكل القرارات
لكل القوانين
كل الاتفاقيات
متى كانت الحرب تستهدف المستشفيات؟!
متى كانت الحرب تستهدف المدنيين العزل ؟!
العدو تملكه الخوف
من أي شئ يتحرك
من أي بذرة للحياة
كفى كفى أيها القادة
يا سياسيوا العالم
كفى الكيل بمكيالين
دماؤنا ليست زرقاء
و لسنا من كوكب آخر
نحن أبناء هذه الأرض
أبونا آدم
و أمنا حواء
و لنا رب في السماء
نعم طال ليلنا
لكن لنا فجر أكيد
سترحلون
ستلفظكم
أرض سئمت من ظلمكم
ارتوت من دماء الشرفاء
تعطرت بدماء الشهداء
فعصفور الفينيق
يولد من رماده
بقلمي / سعاد شهيد